الذئاب تهدد أوروبا.. وتخوفات من هجمات دموية على المزارعين

السياسي -وكالات-24

أفاد تقرير حديث بأن الذئاب حققت عودة “مفاجئة” في جميع أنحاء أوروبا، بعد قرون من الاحتجاز وإطلاق النار والتسميم والتشهير.

ووفق ما نشرته “التليغراف”، فقد زاد عدد الذئاب في العقد الماضي بنسبة 58%، مما يعني أن هناك الآن أكثر من 21 ألفاً و500 ذئب في غابات القارة وجبالها، وبشكل متزايد، في المدن والبلدات.

وذكر التقرير أن أعداد الذئاب زادت في 19 دولة، من النمسا وبلجيكا إلى إيطاليا وفرنسا وألمانيا، وأوروبا الشرقية.

وقال التقرير إن هذا الاتجاه مثير للدهشة بشكل خاص “لأن أوروبا تبدو في البداية مكاناً غير محتمل لتعافي حيوان آكل اللحوم الكبير”، نظراً لأن القارة تعتمد على الزراعة المكثفة والتحضر بشكل كبير وتضم حوالي 450 مليون شخص.

زيادة كبيرة
توسع نطاق الذئاب بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، لدرجة أنه لا يوجد سوى ثلاث دول في أوروبا القارية، لا تتواجد فيها – وهي الدول الصغيرة: سان مارينو، وموناكو، ومدينة الفاتيكان.

وتعود الزيادة في أعداد الذئاب إلى عدة عوامل: الحماية القانونية بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي والقوانين الوطنية، والتي سمحت للأنواع بالتعافي من عقود من الاضطهاد، وانخفاض عدد سكان الريف، مما يعني أن مساحات كبيرة من الأراضي عادت إلى الشجيرات والغابات، والانتشار الناتج عن ذلك لأنواع الفرائس مثل الغزلان، والأيل الأحمر، والخنزير البري.

بدوره، قال البروفيسور لويجي بويتاني، الخبير الإيطالي البارز في مجال الذئاب، لصحيفة التليغراف: “كان السبب الرئيسي هو التخلي عن تربية الذئاب في الجبال والتلال في أجزاء كبيرة من أوروبا”.

ويعود توسع أنواع الذئاب  إلى قدرتها المذهلة على التكيف.

على الرغم من زيادة أعداد الذئاب في معظم البلدان الأوروبية، إلا أن بعضها شهد عودة أقوى من غيرها.

قال الدكتور شابرون، عالم البيئة من الجامعة السويدية للعلوم الزراعية: “لقد بذلت ألمانيا جهوداً حثيثة في دعم تعافي الذئاب. في أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت الذئاب شبه معدومة. أما الآن، فهناك ما يقرب من 200 قطيع منها”.

هجمات
ويعترف العلماء الذين أعدوا التقرير بأن المزارعين والرعاة لديهم سبب للقلق بشأن ارتفاع أعداد الذئاب، حيث تقتل الذئاب حوالي 56 ألف حيوان أليف في الاتحاد الأوروبي سنوياً، وتبلغ التعويضات المدفوعة لملاك الأراضي 17 مليون يورو (14.4 مليون جنيه إسترليني) سنوياً.

ومن الصعب حماية أعداد كبيرة من قطيع الأغنام كما في جبال الألب الفرنسية من هجمات الذئاب.

في حين يقول العديد من المزارعين إن توسع الذئب يعرض سبل عيشهم للخطر، يتعلم آخرون كيفية العيش مع هذا الحيوان المفترس.

لكن ملاك أراضٍ آخرين وجدوا صعوبة في التعايش مع الذئاب. ويقولون إن هجمات الذئاب لا تشكل ضربة مالية فادحة لسبل عيشهم فحسب، بل تسبب لهم أيضاً صدمة نفسية عميقة.

في هذا الشأن، قتلت مجموعة من الذئاب 26 من أصل 50 رأساً من أغنام ميشيل مورديني، وهو مزارع في توسكانا، شهر مارس (آذار) الماضي.

بدورها، أعلنت منظمة كولديريتي الزراعية الرئيسية في إيطاليا أن هناك حوالي 3300 ذئب يجوبون جبال الألب والأبينيني. وأضافت أن هجمات الذئاب تُشكل مشكلة كبيرة، لدرجة أن بعض مربي الأغنام والماشية في الجبال يُجبرون على التخلي عن الزراعة تماماً.

ربما حقق الذئب عودةً استثنائية، لكن الأيام القادمة قاتمة، وفق الصحيفة، حيث قرر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي خفض مستوى حماية هذا النوع من “الأنواع المحمية بشدة” إلى “المحمية”.

مواضيع قد تهمك