بداية لا بد من التأكيد على ان إنطلاقة حركة فتح في ١/١/١٩٦٥ مثلت إنقلابا على :
▪︎ حركة السكون التي خيمت على المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الثانية بشكل عام وتأسيس الكيان السرطاني الإسرائيلي المصطنع ” قاعدة عدوانية إستعمارية ” على ارض فلسطين التاريخية .
▪︎ غياب مشروع عربي لتحرير فلسطين لتفشي الخلافات البينية العربية الرسمية .
▪︎ إبقاء قضية الشعب الفلسطيني محصورة في بعد إنساني بعنوانه اللاجئين الفلسطينيين .
▪︎ الإنحياز الأوروامريكي للكيان الإستعماري الإسرائيلي بإنتهاك وتناقض مع مسؤولياتها لحفظ الأمن والسلم الدوليين وتجسيد مبادئ الأمم المتحدة وتنفيذ القرارات الدولية وما تمخض عنه من حرمان الشعب الفلسطيني من الحرية والعودة لمدنه وقراه التي طرد منها عنوة عام 1948 .
في ظل الظروف والمعطيات أعلاه جاءت إنطلاقة فتح إنطلاقة الثورة الفلسطينية بإيمان راسخ بحق الشعب الفلسطيني الاساس بالنضال بكافة الوسائل للتحرر من نير القوى الإستعمارية ممثلة بوكيلها واداتها ” إسرائيل ” وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
لإنطلاقة الثورة معان :
لكل ثورة معان ومفاهيم ودلالات منها :
اولا : ان الشعوب والشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من شعوب العالم لا ولن يستسلم امام العدو الإسرائيلي المحتل لارضه ووطنه مهما بلغت قوته وعنجهيته .
ثانيا : ان الثورة الفلسطينية طليعة للشعب العربي فهي فلسطينية الهوية عربية العمق ” مسلمين ومسيحيين ” .
ثالثا : الثورة تمثل رمزا وهدفا لجميع شعوب العالم للتخلص من الظلم والإضطهاد والحرمان من الحرية والإستقلال وحقه العيش بكرامة على أرض وطنه .
رابعا : ان الشعب الفلسطيني منتم ومتجذر بإنتماءه لوطنه التاريخي رافضا لكل مؤامرات القوى الإستعمارية بتصفية قضيته الوطنية عبر الدعوات للتوطين وإقامة وطن بديل خارج فلسطين .
خامسا : الثورة الفلسطينية بإنطلاقتها وهدفها بالحرية وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية أكدت بذلك على ان الصراع مع الكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي هو صراع سياسي وليس ديني كما يحلو للكيان الإسرائيلي وسادته وصفه .
سادسا : ان حركة فتح بمشروعها الوطني التحرري الذي جسدته عمليا بتحد للظروف الإقليمية والدولية حظيت بإلتفاف جماهيري جماهيري وشعبي ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب وإنما على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي مما مكنها من ان تحتل موقع العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية التي إكتسبت بنضالها مكانة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني عام 1974 .
سابعا : قدرة الثورة الفلسطينية بقيادة فتح التكيف مع الوضع الإقليمي والدولي ومراعاة موازين القوة بالتعامل مع ادوات النضال نحو الحرية والإستقلال وفق مقتضيات وطبيعة المرحلة على الاصعدة السياسية والعسكرية والقانونية التي بموجبها حازت على الإعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب بالجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 وتواصل الإعتراف الدولي ليبلغ ١٦٠ دولة عام ٢٠٢٥ مما يعني العزلة الإسروامريكية على الصعيد الدولي ورفض الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية بإنكار حق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة المعترف بها دوليا .
تحديات المرحلة :
من أهم واخطر التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية وتتطلب مواجهتها ليس من فلسطين فحسب بل من جميع الدول العربية والإسلامية والصديقة والمؤمنة بحق الحرية وتقرير المصير لجميع الشعوب وتضغط على امريكا من خلال المصالح لوقف إنحيازها وإنقلابها على مسؤولياتها كدولة دائمة العضوية بمجلس الأمن تتمثل في :
▪︎ مخطط التهجير القسري الذي ما زال قائما .
▪︎ مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء قواعد إستيطانية لتغيير الجغرافيا والديموغرافية لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا .
▪︎ الصمت الدولي عن الكيان الإسرائيلي الإرهابي وعدم الإضطلاع بمسؤولياته بفرض كافة اشكال العقوبات على إسرائيل المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة .
▪︎ الفيتو الأمريكي التعسفي الرافض للإعتراف بالدولة الفلسطينية والداعم للكيان الإسرائيلي بسياسته العدوانية والتوسعية وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب .
▪︎ الإزدواجية بالتعامل مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة مما ابقى مئات القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية حبيسة الأدراج وبالأرشيف .
▪︎ تجسيد حق القوة وإقصاء لقوة الحق في إنتهاك لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة .
مسؤولية فتح بذكرى إنطلاقتها :
لمواجهة التحديات أعلاه ودفاعا عن الشعب الفلسطيني وحقوقه باتت حركة فتح لما إحتلته وتحتله من مكانة سياسية وشعبية في قيادة جميع مراحل النضال الوطني الفلسطيني وإمتدادته منذ إنطلاقتها مدعوة في هذه المرحلة العصيبة والخطيرة على القضية الفلسطينية وفي ظل التعنت والرفض الإسرائيلي “بدعم وإنحياز امريكي واوربي ” لإحترام مسؤولياتها كدولة عضو بالأمم المتحدة ورفضها تنفيذ اي قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة والداعية لإنهاء إحتلالها بات ضرورة الإعداد وتهيئة المسرح العالمي لإطلاق إنطلاقة شعبية واسعة جديدة تتصدى بكافة الوسائل المكفولة دوليا بميثاق الأمم المتحدة قانونيا وحقوقيا وسياسيا وشعبيا ومدنيا للإحتلال الإسرائيلي وذلك لإلزامة الإنصياع للإرادة الدولية وبرسالة واضحة ان الشعب الفلسطيني لن يستسلم وسيمضي بنضاله مدعوما من أحرار العالم حتى الحرية والإستقلال .
المرحلة لم تعد تحتمل إشغال موقع المراقب والمنتظر بل تتطلب المبادرة وحشد الراي العام الفلسطيني والعربي والدولي حول مواجهة التحديات التي بات بقاءها تهديد للأمن والسلم الدوليين وليس مقصورا على فلسطين .
إن الإنتفاضة الشعبية السلمية مدعومة بتفعيل الاقاليم الخارجية لفتح ولجميع الفصائل الفلسطينية وتعزيز دورها مع الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والصديقة ستؤدي إلى إستدامة الفعاليات العالمية المنتفضة تاييدا لحقوق الشعب الفلسطيني ومنددة بإلإحتلال الإسرائيلي وجرائمه….
حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية كانت ولا زالت وستبقى شعلة للوحدة الفلسطينية وللنضال الوطني حتى الحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة ولحقهم التاريخي بوطنهم …. ؟






