(((( حديث القدس ))))
المجزرة المروعة مع سبق الاصرار والترصد التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم النصيرات وأدت إلى استشهاد اكثر من ٢٠٠ مواطن فلسطيني جلهم من الأطفال واصابة المئات ، بعد قصف السوق المركزي واستهداف الأبرياء ، هي إمعان اسرائيلي واصرار على قتل المدنيين ومواصلة الجرائم وحروب الابادة ، في محاولة اسرائيلية ممنهجة لتحقيق نصر وهمي والسعي وراء مباهاة مسرحية بعد تحرير اربعة من الرهائن كانوا في مبان مدنية وسط السكان ..
رقصت إسرائيل على دماء الشهداء ، واذا اعتقدت انها حققت صورة النصر كما يدعي نتانياهو ، فانها استخلصت فقط اربعة من الرهائن ، وجاءتها رسالة المقاومة الفلسطينية بان ارتكاب هذه المجزرة المركبة سيشكل خطرا كبيرا على المحتجزين الإسرائيليين، وسيكون لها اثر سلبي على ظروفهم وحياتهم ، علما بانهم اكثر من تضرر من العملية الاجرامية .
قام جيش الاحتلال بتوجيه إسرائيلي وأميركي بارتكاب هذه المجزرة ، في محاولة يائسة منه لتصوير ما يتم تداوله بالضغط والمفاوضات تحت النار ، حتى يعمق الاستقطاب من داخل الشارع الإسرائيلي الذي سيستيقظ من هول الفرحة المصطنعة لاحقا ، على غلطة كبيرة ارتكبتها حكومة الاحتلال التي تناست ان لديها حوالي ١٢٠ محتجزا ، لا زالوا في قبضة المقاومة ، وهذا ما اشارت اليه عائلات المحتجزين التي تدعو لانتهاج توجه ( صفقة تعيد الجميع ) .
بعد ثمانية اشهر كاملة من الحرب فشل فيها الجيش الاسرائيلي بتحقيق اي هدف من الاهداف المعلنة ، فان عملية استخلاص الرهائن لن تغير من الواقع الاستراتيجي للحرب ، التي تلهث فيها اسرائيل لمواصلة مجازرها وعدوانها على المدنيين دون رحمة ، بحجة محاولتها اعادة المحتجزين وتحريرهم ، لتقوم تحت هذا الغطاء المزيف بمزيد من عمليات القتل في القطاع ، مع تغييب هول المجزرة وعدم الاكتراث بها من الجانبين الاميركي والاسرائيلي ، وهذا ما أقدمتا عليه قبل ظهر امس .
صنعت إسرائيل دعاية وهمية لما تصفه بالإنجاز ، لكن الحقيقة التي يجب ان يعلمها نتانياهو وهو يتباهى بالمجزرة التي ارتكبها جيشه الذي ادعى انه اكثر جيوش العالم اخلاقا ، هو في حقيقة الأمر اكثر جيش ارهابي في العالم ولا قيم له ولا أخلاق ، وهو يقتل الأبرياء ،وسيبقى الضغط على اسرائيل التي لا تعرف سوى لغة القتل والذبح والتدمير .