السياسي – حذّر تقرير نشره موقع “إسرائيل ديفينس” من أن تعاطي حكومة الاحتلال مع الوضع في قطاع غزة يتجه نحو طريق مسدود، قد يجرّ إسرائيل إلى كارثة سياسية واقتصادية ويفتح الباب أمام انهيارات داخلية لا تقل خطورة عن التحديات الخارجية. ونقل التقرير تحليلاً موسّعًا للخبير الأمني والعسكري عامي دومبا، استعرض فيه تداعيات السياسات الإسرائيلية الراهنة تجاه غزة، والتي اعتبرها أنها تؤدي إلى عزل إسرائيل دوليًا وتدفعها نحو سيناريوهات خطيرة وغير مدروسة.
-نفاد صبر المجتمع الدولي
وأشار دومبا إلى أن المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره بسبب تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أن فرنسا وبريطانيا ودولاً غربية أخرى أعلنت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية. وأوضح أن هذا التوجه لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة لأمرين أساسيين اولها متعلق بتصريحات مسؤولين إسرائيليين عن “خيار ترحيل سكان غزة” ، والتاني المشاهد المروّعة لحجم المعاناة الإنسانية في القطاع. ويضيف دومبا أن هذا الواقع يفتح المجال أمام المجتمع الدولي لطرح مبادرات سياسية لا تصب في مصلحة إسرائيل، ما يجعل الموقف الحالي بمثابة خطر استراتيجي متفاقم.
-مخطط إسرائيلي “غير معلن” للترحيل
وتحدث دومبا عن ما وصفه بـ**”خطة غير رسمية” يجري إعدادها في أروقة الحكم الإسرائيلي**، تقوم على اعتبار الترحيل السكاني من غزة هو الحل الوحيد. وبحسب التقرير، لا تقوم هذه الخطة على تهجير جماعي فوري، بل على مراحل متدرجة تبدأ باحتلال القطاع وفرض حكم عسكري ثم إقامة مراكز تجميع للسكان، تليها إدارة الأزمة الإنسانية بطريقة تُفضي إلى تهجير “طوعي”. ويؤكد أن هذه الخطة تشكل كارثة أخلاقية، وتمثل تجاهلاً خطيراً لدروس التاريخ، محذرًا من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي قد تنجم عنها.
-وصفة للفشل
ويرى دومبا أن فرض حكم عسكري إسرائيلي على غزة كما كان قبل 2005 يمثل وصفة مضمونة للفشل، مؤكدًا أن مثل هذه السياسة لن تؤدي إلى تحقيق الأمن، بل ستزيد من شعبية حركة حماس. وأشار إلى أن القانون الدولي سيلزم إسرائيل، في حال فرض الحكم العسكري، بتحمّل مسؤولية إدارة أكثر من مليوني فلسطيني، وهو ما يعني تكاليف مالية هائلة في وقت تعاني فيه إسرائيل من عجز كبير في الميزانية، ما يجعله خيارًا “انتحاريًا للاقتصاد الإسرائيلي”. وانتقد دومبا بشدة ما وصفه بـ**”الهذيان السياسي”** الذي تروج له بعض أطراف الحكومة الإسرائيلية، محذرًا من تداعيات مدمرة إذا استمرت هذه المقاربات غير الواقعية، خاصة مع وجود جهود إقليمية تقودها مصر ودول الخليج لإيجاد حلول سياسية بديلة، تتضمن دمج حماس في إطار سياسي مقابل نزع سلاحها. ووصف هذه الجهود بأنها “الفرصة الأفضل وربما الوحيدة” لتحقيق استقرار طويل المدى في غزة.
-إلى أين تتجه إسرائيل؟
وفي ختام تحليله، أكد دومبا أن إصرار حكومة نتنياهو على رفض أي حلول سياسية بديلة لا يعكس قوة، بل اندفاع نحو الانتحار السياسي، مشيرًا إلى أن ذلك قد يقود إسرائيل إلى فقدان اقتصادها، وهويتها الديمقراطية، ومكانتها الدولية. وختم بالقول:”السؤال لم يعد: ما هو مصير غزة؟ بل ما هو مصير دولة إسرائيل؟”