السياسي – أ ف ب
أعلنت السلطات التركية عن تدخلها لحل حالة شاب من مدينة هطاي، بعد أن اشتكت والدته من إهماله الذاتي الشديد، حيث امتنع عن الاستحمام لعدة سنوات وقطع أي تواصل مع محيطه.
وتلقى قسم الشرطة بلاغاً من الأم، التي أعربت عن قلقها الشديد على صحة نجلها الجسدية والنفسية، ما دفع الجهات المختصة إلى التدخل الفوري.
وعقب وصول الشرطة إلى منزل الشاب، تم تقييم حالته النفسية والاجتماعية، وتقديم الدعم اللازم له في محاولة لإعادة روتين الحياة اليومية تدريجياً.
وشهدت حياة الشاب بارش أوزباي البالغ من العمر 23 عاماً تحولاً مفاجئاً، بعد أن عزل نفسه تماماً عن العالم الخارجي لمدة ثلاث سنوات، مهملاً جميع أشكال العناية الشخصية.
وتوقف الشاب عن الاستحمام وقص أظافره، وفق ما كشفته الصور القديمة التي عادت إلى التداول بعد انتشار قصته على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ترك بارش دراسته الجامعية بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، وكرس نفسه لمتابعة العالم الافتراضي عبر الكمبيوتر والهاتف، مبتعداً عن أي تواصل اجتماعي.
ووصفه أصدقاؤه سابقاً بالشخص النشيط والمعتني بمظهره، وكانوا مندهشين من التغير الكبير الذي طرأ عليه، مؤكدين أن الصور القديمة تظهره بمظهر طبيعي وحيوي، بينما الصور الحالية تكشف حالة من الانكماش النفسي والجسدي، التي أحاطت به.
وأكد مختصون في الصحة النفسية أن هذه الحالة تمثل علامات واضحة للاكتئاب الحاد، وأشار الممارس النفسي مِرت كارهان إلى أن فقدان الاهتمام بالحياة، وإهمال الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والاستحمام، قد يشير إلى اضطرابات اكتئابية أو انعزال اجتماعي شديد. وأوضح كارهان في تصريحات إعلامية أن الشعور بالفراغ الوجودي، مع الإشارة إلى عدم الرغبة في الموت رغم فقدان معنى الحياة، يعد مؤشراً قوياً على معاناة نفسية عميقة.