السماح لأفلام الذكاء الاصطناعي بالمنافسة على الأوسكار

السياسي – 24-وكالات

أعلنت الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما، الجهة المنظمة لجوائز الأوسكار، عن قواعد جديدة تسمح للأفلام التي تم إنتاجها بمساعدة الذكاء الاصطناعي بالتنافس على الجوائز المرموقة.

وأوضحت الأكاديمية في بيان لها، أن استخدام الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية الأخرى “لن يعزز ولن يقلل من فرص  الترشيح لجوائز الأوسكار”.

ومع ذلك، أضافت الأكاديمية أنه كلما زاد الدور الذي يلعبه الإنسان في إنشاء الفيلم، كان ذلك أفضل.

وبحسب البيان “ستقوم الأكاديمية وكل فئة من فئات الجوائز بتقييم العمل، مع الأخذ في الاعتبار مدى أهمية الدور البشري في الإبداع عند اختيار الفيلم الذي سيتم منحه الجائزة”.

تجدر الإشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادرة على إنشاء نصوص وصور ومقاطع صوتية ومرئية بناءً على أوامر نصية بسيطة، ساهمت في إنتاج بعض الأفلام التي حصدت جوائز كبرى مؤخراً.

ومع ذلك، أكدت الأكاديمية أنها ستظل تأخذ في الاعتبار الدور البشري عند اختيار الفائزين، مضيفةً أن القواعد الجديدة المتعلقة بقبول الأفلام المصنوعة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي جاءت بناءً على توصية من مجلسها للعلوم والتكنولوجيا.

وفي سياق متصل، تضمّنت التغييرات الأخرى التي أعلنت عنها الأكاديمية إلزام أعضائها بمشاهدة جميع الأفلام المرشحة في كل فئة، ليتمكنوا من المشاركة في الجولة النهائية من التصويت التي تحدد الفائزين.

مخاوف صنّاع الأفلام
وكان استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام قد طرح نقاشاً ساخناً بعد فوز أدريان برودي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “The Brutalist” في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام في مارس (أذار) الماضي. وقد استخدم الفيلم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين لهجة الممثل عند تحدثه باللغة الهنغارية.

كما كشفت تقارير لاحقة عن استخدام تقنية مماثلة لاستنساخ الصوت، لتحسين أصوات الغناء في الفيلم الموسيقي الحائز على جائزة الأوسكار “Emilia Perez”.

وساهمت قدرة هذه التقنية على تغيير أو مطابقة نبرة وأسلوب الفنان بسرعة، أو إجراء تعديلات مثل تغيير مظهر شخص ما بشكل طفيف، في زيادة شعبيتها في إنتاج الموسيقى والأفلام.

ضمانات.. وانتقادات
أيضاً كان ممثلون وكتّاب سيناريو قد سلطوا الضوء سابقاً على مخاوفهم بشأن فقدان وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي خلال إضرابات عام 2023 في هوليوود.

وقالت الممثلة سوزان ساراندون لشبكة بي بي سي: “إذا كان بإمكانك أخذ وجهي وجسدي وصوتي وجعلي أقول أو أفعل شيئاً لم يكن لي خيار فيه، فهذا ليس شيئاً جيداً”.

كما أعرب كتّاب السيناريو عن قلقهم من سعي الاستوديوهات إلى خفض التكاليف، وتوفير الوقت، باستخدام أدوات مثل ChatGPT التابعة لـ OpenAI لمهام مثل البحث والمعالجة وكتابة السيناريو، بدلاً من الاعتماد على البشر.

ووُضعت ضمانات حول استخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين النقابات والاستوديوهات والتي أنهت الإضرابات. ولكن بينما يبدو أن بعض الممثلين قد تبنوا هذه التقنية، أصدر آخرون، مثل سكارليت جوهانسون، تحذيرات بشأن إمكانية إساءة استخدام صورهم أو أوجه التشابه الخاصة بهم.

وقال رسامو الرسوم المتحركة في عام 2024 إن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تكن جيدة بما يكفي بعد لتكرار جودة عملهم، وبالتأكيد ليست بمستوى يؤهل للفوز بجائزة.

وقال جوناثان كندريك، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة خدمة البث العالمية Rokit Flix: “الأمر أشبه بوجود كاتب سيئ يساعدك.. بالتأكيد سينجز مخططاً، ولكن إذا كنت بحاجة إلى شيء ذي ثقل عاطفي، فإن الذكاء الاصطناعي لن يحصل لك على جائزة الأوسكار”.