السودان.. نزوح جماعي ومخاوف من اتجار وعنف جنسي

تتفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بعدما أحكمت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على المدينة في 26 تشرين الأول عقب حصار دام 18 شهراً، ما أدى إلى إغلاقها فعلياً وقطع الغذاء والدواء وسائر الإمدادات الأساسية عن مئات الآلاف من المدنيين، كونها كانت آخر معقل كبير للحكومة في الإقليم.
وفق برنامج الأغذية العالمي، تفرّقت العائلات الفارّة من القتال في 5 مواقع محيطة بالفاشر، بينها طويلة، بينما وصلت مجموعات أخرى إلى مناطق أبعد مثل دبة في الولاية الشمالية وحتى الخرطوم. ويجري حالياً نقل نحو 1485 طناً مترياً من المواد الغذائية – تكفي لنحو 130 ألف شخص – إلى طويلة عبر معبر الدبة، بالتوازي مع مساعدات إضافية للنازحين. في المقابل، أدّى تجدّد القتال في كردفان إلى موجات نزوح جديدة، حيث سُجّل نزوح أكثر من 1800 شخص في جنوب كردفان خلال يوم واحد، ونحو 40 ألفاً في شمال كردفان بين 25 تشرين الأول و18 تشرين الثاني، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
الأمم المتحدة وخبراء حقوق الإنسان حذّروا من ارتفاع حاد في مخاطر الاتجار بالبشر والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال منذ سقوط الفاشر. التقارير تتحدث عن اختطاف نساء وفتيات في مناطق سيطرة “الدعم السريع”، وتعرّض نساء وأطفال غير مصحوبين بذويهم للانتهاكات، مع معلومات عن حالات اغتصاب واعتداءات جنسية بينها اغتصاب جماعي لـ25 امرأة قرب جامعة الفاشر، إضافة إلى اعتداءات عند حواجز التفتيش وفي مواقع نزوح.

منذ بدء حصار الفاشر في أيار 2024، نزح أكثر من 470 ألف شخص مرات متكررة من مخيمات مثل شقرة وزمزم وأبو شوك، فيما يبلغ عدد النازحين قسراً داخل السودان أو الهاربين إلى دول الجوار قرابة 12 مليون شخص، نصفهم تقريباً من الأطفال، وسط تقارير متواصلة عن عنف جنسي في مناطق النزاع المختلفة.

على المستوى السياسي، يستعد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، رامتان لعمامرة، لزيارة بورتسودان وأديس أبابا في الأيام المقبلة، سعياً إلى إحياء الحوار السياسي، مع تركيز على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى دارفور وكردفان، في حرب بدأت في نيسان 2023 بين “الدعم السريع” والجيش السوداني، وتحولت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم من حيث المجاعة والنزوح والانتهاكات الواسعة.

المصدر: وكالات