كشفت مصادر عراقية مطلعة، أن المرجعية الدينية في النجف لا تميل إلى إصدار أي فتوى بشأن الانخراط في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وتحرص في المقابل على تجنيب العراق الانجرار إلى الصراع المسلح.
ووفقاً لرجل دين في حوزة النجف، مقرب من أجواء المرجعية، فإن “عدداً من الشخصيات المقربة من فصائل مسلحة زاروا النجف خلال الأيام الماضية، وعقدوا لقاءات مع رجال دين بارزين، بهدف الاستفسار عن موقف المرجعية الدينية من احتمالية إصدار فتوى جديدة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأضاف رجل الدين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “الرد الذي تلقته الوفود حمل تأكيداً واضحاً على أن المرجعية ترفض، حالياً، الانجرار إلى أي مواجهة عسكرية، وتتمسك بخيار التهدئة وضبط النفس، مع التشديد على أن بيانات المرجع آية الله العظمى علي السيستاني الأخيرة كافية للتعبير عن موقف النجف من تطورات الحرب بين إيران وإسرائيل”.
ضوء أخضر
وبرغم أن أغلب الفصائل المسلحة العراقية لا تقلّد مرجعية السيستاني، وتدين بالولاء المباشر إلى “الولي الفقيه” في طهران، إلا أن صدور أي فتوى من النجف سيعتبر بمثابة ضوء أخضر يمنح هذه الميليشيات غطاءً شرعياً وتحشيداً شعبياً واسعاً، ويمنع التشكيك في تحركاتها داخل العراق وخارجه.
وترغب تلك الميليشيات من وراء ذلك في تخطي أي ملامة داخلية أو انتقادات رسمية في حال تصاعد التوتر، وفسح المجال أمام أنشطتها العسكرية تحت مظلة دينية، ما يعزز موقفها أمام الجمهور، ويمنحها مساحة أوسع من التأييد.
ومنذ أيام، تدفع جهات برلمانية وعدد من الميليشيات المسلحة باتجاه إمكانية إصدار فتوى جديدة من المرجع الديني في النجف، عبر بيانات وتصريحات تلمّح إلى “وجوب الرد” على التصعيد الإسرائيلي، وتؤكد استعدادها لأي فتوى تصدر من النجف، كما تدعو إلى تحشيد الشارع العراقي لمساندة إيران إذا تطورت المواجهة إلى تدخل أمريكي مباشر.
وقال النائب في البرلمان يوسف الكلابي، في بيان إن “أبناء المرجعية الدينية العليا وجنودها الأوفياء يقفون بحزم إلى جانب الجمهورية الإسلامية وقيادتها، وعلى رأسها السيد علي الخامنئي، دفاعاً عن حقها المشروع في الرد على الاعتداءات التي طالت سيادتها ورموزها”.
وأضاف النائب العراقي، وهو تابع للفصائل المسلحة، أن “هناك استعداداً لطاعة نداء المرجعية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني في أي لحظة تستدعيها الضرورة”.
وكالات