العبوا يا عرب ولا خايفين

بقلم: لؤي ديب

اتعجب من اولئك الذين كانوا متحمسين الي فكرة طرد اسرائيل من الامم المتحدة بان الامر سهل ويتطلب تصويت عادي فطرد دولة عضو من الأمم المتحدة هو إجراء نادر ومعقد، ولم يحدث في تاريخ المنظمة حتى الآن. ومع ذلك، فإن ميثاق الأمم المتحدة ينص على شروط معينة يمكن بموجبها النظر في طرد دولة عضو. وفقًا للمادة 6 من ميثاق الأمم المتحدة:
“إذا انتهكت دولة عضو بشكل مستمر مبادئ الميثاق، يمكن للجمعية العامة، بناءً على توصية مجلس الأمن، أن تقرر طرد تلك الدولة من المنظمة.”
وهذا يعني أن هناك بعض الخطوات والإجراءات التي يجب اتباعها:
1. انتهاك مبادئ الميثاق: يجب أن تكون الدولة قد انتهكت بشكل مستمر مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مثل مبادئ السلام والأمن وحقوق الإنسان ، وقد فعلت اسرائيل .
2. توصية مجلس الأمن: يجب أن يصدر مجلس الأمن توصية بطرد الدولة المعنية. ويتطلب هذا موافقة تسعة من أعضاء المجلس الخمسة عشر، بما في ذلك موافقة جميع الأعضاء الدائمين الخمسة (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، والصين)، حيث أن أي عضو دائم يمكنه استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور التوصية ، وهنا عدنا الي نفس الدائرة المغلقة الفيتو الامريكي .
3. قرار الجمعية العامة: بعد توصية مجلس الأمن، يجب أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الطرد. ويتطلب القرار موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين والمصوتين.
لكن ! الامر ليس مستحيل ويمكن التحايل عليه بطريقة ابسط حيث كان قبول اسرائيل كعضو في الامم المتحدة هو اول قبول شرطي ، حيث لا تعتبر عضوية اسرائيل مكتملة الا بتنفيذ الشروط ادناه :
أولا : التزام “إسرائيل” بقرار التقسيم 181 والتزامها بعدم شرعية احتلالها لأية أراضي إضافية عدا مساحتها المحددة في القرار 181 وتبلغ حوالي 5,700 ميل مربع (15,000 كـم2) ما يمثل 57.7% من مساحة فلسطين وتقع على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حالياً.�
ثانيا : اعتراف ” إسرائيل ” بالدولة العربية الفلسطينية كما نص القرار المذكور ، وتبلغ مساحتها حوالي 4,300 ميل مربع (11,000 كـم2) ما يمثل 42.3% من فلسطين وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
�ثالثا: القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.
�رابعا: تؤكد “إسرائيل” عدم سيادتها على أية أراضي إضافية عدا عما ورد في القرار 181.
�خامسا: اشترطت الأمم المتحدة أن تقدم “إسرائيل” وثيقة موقعة من بن جوريون ومن وزير خارجيته موشى شرتوك تنص على اقرارهما الالتزام بكل قرارات الأمم المتحدة وقراري 181 وقرار حق العودة رقم 194 وكذلك قرار تأسيس وكالة غوث اللاجئين الاونروا رقم 302 ديسمبر 1949.
انتهكت اسرائيل كل ما سبق وبالتالي من حق الجمعية العامة بجلسة خاصة مراجعة التزام اسرائيل بشروط عضويتها التى لا تكتمل الا باكتمالها ، وهذا حق الجمعية العامة دون مجلس الامن وتعليق عضوية اسرائيل سيكون بجلسة اغلبية وليس ثلثين ومضمون اكثر من الطرد .
العبوا يا عرب ولا خايفين
لؤي ديب