يحاول ترامب تغريب الإنسان الفلسطيني وخلق ضياعه عن نفسه وعن وطنه وتحويله إلى شيء خارج تراكم التاريخ ، تاريخ الوطن والذات ، حيث يجهل ترامب حجم ايمان الغزاوي بالاهه ووطنه وقدرته على تحرير ذاته وتحقيق وجوده وهو يعيش في قلب الاعاصير ويقف أمام اسئلة وجودية كبرى ومصيرية تتعلق بجوهر وطنه ومعنى وجوده داخله وكيف يوجد فيه وماهي حدود جغرافيته حيث بدأ الغزاوي الفلسطيني يعيش ازمته مع محاولات ترامب استكمال محاولات الصهيونية الدينية المعاصرة ووضع أسس جديدة تحدد علاقة الغزاوي بوطنه التاريخي ذات الطبيعة المعرفية اليقينية ، حيث أن الغزاوي يدرك ويعلم معنى طبيعة الخقيقة الوطنية ومصدرها ، لذا كن رده على مطالب العقل الأداتي الترامبي بتعزيز صموده ووجوده على أرضه الغزاوية التي لم تستطع عشرات الالاف من الصواريخ والقنابل المتفجرة أن تقطع الحبل السريري بينه وبين وطنه ، لذا نجح حقيقة في تجاوز مطالب الميثافيزيقا التوراتية الترامبية ومواجهته لعبثية الوجود بشجاعة فردية نادرة ووطنية شاملة ، نجح الغزاوي بهزيمة العقل التقني الذي يهيمن عليه البراغماتية الاداتية التي تريد تحويل الانسان الفلسطيني الى كائن مغترب عن جذوره الوطنية وأسس الهوية والانتماء الى هذه الجغرافيا المقدسة .
نجح الغزاوي في تفكيك المفاهيم الكلاسيكية للحقيقة وفرض اسئلة جديدة على اصحاب الادعاء بعدم وجود هوية فلسطينية .
نعم لم يقف الغزاوي موقف المتفرج ، بل بقي حاضرا وفاعلا في التصدي للمشكلات الوجودية والاجتماعية التي تعصف بأهلنا في الوطن ضمن سياق فلسفي ميزها انها لم تكن بحثا عن اجابات لاسئلة ابدية كانت رحلة فلسفية مستمرة لاعادة طرح اجابات واستكشاف افاق جديدة للفكر الترامبي القديم مما جعل الغزاوي يخلق ازمة عند ترامب لتحديد المصدر الاساسي لامتلاك غزة ازمة في الميثافيزيقا ، ازمة في المعنى والزجود ، ازمة ضربت السياقات المعرفية الترامبية المستندة لمنطلقات توراتي تشرعن حق الامتلاك اليهودي لهذا المكان .
بذلك طرحت سؤال كبيرا امام ترامب الذي يجهل كيفية ادراك ترامب لارض غزة التي اعتبرها ضمن منطقه عقار يباع ويشترى وتجهل حقائق التاريخ التي تقول وتؤكد أن الاوطان ليس لها أثمان وأن الأوطان لاتباع ولاتشترى لأنها ليست مجرد استجابات سلبية للوقائع الخارجية ، والأوطان ياسيد ترامب هي نتيجة لتفاعل معقد بين الانسان والمكان ، ارتباط بين الروح والجغرافيا بين الذات والتاريخ .
تجهل ياسيد ترامب أن الوطن الفلسطيني ليست خصائص موضوعية للعالم الخارجي ليست حجرا او شجرا أو جبالا أو أنهار بل هي ماوراء ذلك من رمزية ووطن مقدس وتاريخ توحدت فيه كل آلامنا واحلامنا وحقائقنا ونتصاراتنا انه قالب قبلي موجود في عقل الانسان الفلسطيني استمده من عقل الاله الذي شرعن لنا أن نكون هنا .
فالفلسطيني ياسيد ترامب نجح في التجاوز الحسي للوصول الى الميتافيزيقا ، وبذلك أوقع عقلك الترامبي في تناقضات عند محاولاتك تجاوز فهم موضوعات الوطن .
فالوطن فكرة غير قابلة للبرهان او الاستدلال المنطقي عليها أو الاثبات أو النفي من خلال المعرفة التجريبية والمعرفة البراغماتية التي توصلك الى أوهام الضلال .
أخيرا أقول لك أيها المتوحش والمستوحش أن للايمان مكانة كبيرة في حياة الفلسطيني ، فقدرة الفلسطيني على التفكير النقدي واستخدام عقله لتحقيق الفهم العميق للعالم هو مايمنحه الحرية خاصة وأن فلسطين هي حقيقة مطلقة في العقل والوجدان الفلسطيني ولايقبل الفلسطيني أي مكان في العالم عوضا عن وطنه الفلسطيني خاصة وأن الفلسطيني يعيش بعد السابع من أكتوبر 2023 تحولا جذريا في فهم مكانته في خارطة الصراع التي أضحى فيها وجوده يوازي الوجود الصهيوني بكل قواه .
