الغارديان: إسرائيل دمرت مستقبل جيل كامل من الفلسطينيين في غزة

السياسي – هاجمت صحيفة “الغارديان” البريطانية بشدة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية مواصلة مجازره الدموية في قطاع غزة في ظل اقتراب حرب الإبادة من شهرها العاشر، مبرزة أنه تم تدمير مستقبل جيل كامل من الفلسطينيين.

وأبرزت الغارديان أن ما يقرب من 21,000 طفل أصبحوا في عداد المفقودين في غزة، في وقت لا يوجد هناك نهاية لهذا “الكابوس”.

وحذرت الصحيفة من أن مشاهد قتل الفلسطينيين أو تقطيع أوصالهم لم تعد تثير صدمة أحد بعد الآن. فقد استشهد بضع مئات من الفلسطينيين هنا، وأُحرِق العشرات هناك، وقضى عدد كبير من الأطفال بسبب سوء التغذية.

-كل يوم مذبحة

وقالت الصحيفة “كل يوم يبدو أن هناك مذبحة أخرى لا تترك أثراً يذكر على وعي الناس. وبعد تسعة أشهر من القصف المكثف، تحولت معاناة المدنيين إلى أمر طبيعي على نحو خطير”.

وأضافت “على الرغم من أن الناس قد أصبحوا أكثر صلابة تجاه الفظائع في غزة، إلا أنه يجب أن تكون مكسورًا تمامًا حتى لا يدمرك تقرير منظمة إنقاذ الطفولة الجديد حول الأطفال المفقودين في غزة”.

وتابعت “في حين تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15,000 طفل استشهدوا بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر على القطاع، فقد قدرت منظمة إنقاذ الطفولة أن ما يصل إلى 21,000 طفل في عداد المفقودين”.

وكما قالت منظمة “أنقذوا الأطفال ” فإن “جمع المعلومات والتحقق منها في ظل الظروف الحالية في غزة أمر يكاد يكون مستحيلاً”. ولكن استناداً إلى مدى القصف وكثافة السكان والتركيبة السكانية في غزة، تقدر منظمة الإغاثة البريطانية أن 5160 طفلاً يُفترض أنهم ماتوا تحت الأنقاض.

ويقول التقرير إن “أطفال آخرين تعرضوا لأذى شديد لدرجة أنه لم يعد من الممكن التعرف عليهم بسبب المتفجرات، أو دُفنوا في مقابر جماعية أو مجهولة، أو اختفوا في فوضى الصراع”، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية العديد من الأطفال واخفتهم، وألقي بعضهم في قبور مجهولة، وانفصل آخرون عن أسرهم ومقدمي الرعاية لهم، معرضين لخطر الاستغلال”.

وأكدت الغارديان أن الأرقام التي تخرج من غزة صادمة للغاية بحيث لا يمكن استيعابها بعد أن قتلت “إسرائيل” أكثر من 38 ألف فلسطيني، وأصيب ما لا يقل عن 86477 فلسطينيا.

ولفتت إلى أته تم قصف كل جامعة في غزة، فيما دمرت قنبلة إسرائيلية 4000 جنين في مركز التلقيح الصناعي في غزة، ويفقد أكثر من 10 أطفال يوميا أحد أطرافهم.

وأبرزت أنه من المستحيل الدفاع عن هذه الأرقام “لذا بدلاً من ذلك، حاول المدافعون عن الاحتلال في مواجهة ما وجدته محكمة العدل الدولية على أنه إبادة جماعية “معقولة” تشويه سمعتها والقول إن “الفلسطينيين يكذبون!”.

-الحرب الأكثر دموية

أكدت الغارديان أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة تعد الأكثر تدميراً في هذا القرن والتاريخ الحديث، وقد قال الباحثون والخبراء مراراً وتكراراً إنهم لم يروا شيئاً مثله.

فبعد شهر واحد فقط من بدء الحرب، أسقطت “إسرائيل” أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، وهو ما يعادل قنبلتين نوويتين. وبسبب التطورات التكنولوجية، قد تكون المتفجرات التي تم إسقاطها على غزة أقوى بمرتين من القنبلة النووية.

وبحلول أواخر إبريل/نيسان، أسقط الجيش الإسرائيلي 75 ألف طن من المتفجرات على غزة. وفي ديسمبر/كانون الأول، توصل تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن القنابل الأميركية التي تزن ألفي رطل كانت مسؤولة عن بعض أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين.

تزن هذه القنابل ألفي رطل، وعندما تنفجر فإنها تمزق أجساد البشر. ويمكن أن يصل نصف قطر انفجارها إلى ربع ميل في مكان مثل غزة المحدودة المساحة والتي تعد واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم؛ ونصف سكانها تقريباً دون سن الثامنة عشرة.

-الدمار والخراب

وقالت الغارديان إن الضربات المباشرة ليست سوى جزء من حصيلة الضحايا، إذ هناك أيضاً المباني التي تنهار في الأيام والأسابيع التي تلي الانفجارات بالقنابل.

ونبهت إلى أنه يجب أن نضع في الاعتبار أن المباني في غزة غالباً ما تكون مبنية بشكل رديء بسبب الحصار الإسرائيلي المصري الذي فرض على القطاع لمدة 17 عاماً.

ولا تسمح “إسرائيل” بدخول مواد البناء المناسبة عبر معابرها الحدودية مع غزة، لذا فإن العديد من المباني مبنية من الخرسانة المعاد استخدامها والتي هي ذات جودة رديئة، وهذا يجعلها أكثر عرضة للانهيار.

وهناك أيضاً القنابل غير المنفجرة التي تختبئ وسط 37 مليون طن من الحطام في غزة؛ وهو الحطام الذي قد يستغرق إزالته أكثر من عقد من الزمان. وسوف يستمر هذا الحطام في القتل والقتل والقتل.

لكن القاتل الأكبر ربما يكون الجوع. وقد أدانت هيومن رايتس ووتش وأوكسفام استخدام “إسرائيل” للمجاعة كسلاح في الحرب على غزة.

ووفقاً لأحدث تقرير صدر بالشراكة مع الأمم المتحدة حول مستويات الجوع في غزة، فإن “96% من السكان – حوالي 2.15 مليون شخص – يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد عند مستوى “الأزمة” أو أعلى”.

شاهد أيضاً