الغارديان تفند اكاذيب نتنياهو أمام الكونغرس

السياسي – شككت صحيفة “الغارديان” البريطانية بادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه الأخير أمام الكونغرس، بشأن السماح بدخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، وحماية المدنيين، والمفاوضات مع حماس.

ووصفت الصحيفة خطاب نتنياهو بأنه “كان مليئًا بالتصريحات القتالية”، فضلاً عن “الادعاءات” الكاذية حول الحرب في غزة، وخاصة ما يتعلق بالمساعدات إلى غزة، والمفاوضات مع حماس، وحماية المدنيين.

وذكرت الغارديان أن نتنياهو أشار مرارًا إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدر ممثلوها في مايو/ أيار الماضي أوامر اعتقال بحقه هو ووزير دفاعه يوآف غالانت، إلى جانب عدد من كبار قادة حماس، واتهموهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقارنت الصحيفة الادعاءات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال خطابه، بالمعلومات المتوافرة حاليًا.

وقالت إن أول هذه الادعاءات السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، حيث قال نتنياهو إن إسرائيل سمحت بدخول 40 ألف شاحنة منذ بداية الحرب، في حين تشير بيانات الأمم المتحدة إلى دخول 28,018 شاحنة، وأن الطرق المؤدية إلى القطاع لم تعد تشمل معبر رفح، الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية في أوائل مايو/أيار الماضي، ما قلص إلى حد كبير إمدادات المساعدات إلى المناطق الجنوبية.

واتهمت منظمات الإغاثة إسرائيل بتعمد منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وفرض قيود تعسفية ومتغيرة باستمرار على ما يُسمح له بالدخول.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو ادعى أيضًا أن الجيش الإسرائيلي وفر الحماية للمدنيين من خلال إسقاط ملايين المنشورات، وإرسال ملايين الرسائل النصية، وإجراء مئات الآلاف من المكالمات الهاتفية لإبعاد المدنيين الفلسطينيين عن طريق الأذى.

وأشارت في هذا الصدد إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اتهم الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بأنها تستهدف المدنيين عمدًا.

وأضافت أنه على الرغم من أن قوات الإحتلال الاسرائيلية تقوم في بعض الأحيان بإسقاط منشورات أو إرسال رسائل نصية للفلسطينيين لتحذيرهم من نيتها مهاجمة منطقة ما، فإن مثل هذه الإجراءات غالبًا ما تفشل في منع المدنيين من الوقوع في منطقة حرب، كما ظهر هذا الأسبوع عندما أصدرت القوات الإسرائيلية أمر إخلاء يؤثر على ما نحو 400 ألف شخص في خان يونس.

وتقدر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، (الأونروا)، أن أكثر من 80% من إجمالي مساحة أراضي قطاع غزة “وضعت تحت أوامر الإخلاء، أو حُدِّدَت كمنطقة محظورة”. ويؤكد الفلسطينيون ومنظمات الإغاثة بشكل متكرر أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو أشار إلى أن المفاوضات جارية مع  حماس، رغم عدم ذكره وقف إطلاق النار واستمراره بإطلاق الوعود حول “النصر الكامل” وأن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على الرضوخ.

لكن الإسرائيليين أنفسهم، بحسب الصحيفة، وتحديدًا من له علاقة بملف المفاوضات، يعلمون أن نتنياهو هو من يعرقل التوصل إلى صفقة.

وفي استطلاع للرأي نشرته القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية قبل وقت قصير من سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن، تبين أن ثلثي الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أن إعادة الاسرى أكثر أهمية من مواصلة القتال في غزة، وأن “النصر الكامل” لنتنياهو غير مرجح.

شاهد أيضاً