فيما يعاني قطاع غزة من اهمال دولي، تركه فريسه سهلة لاكبر عدوان همجي بربري، تتسابق الدول الغربية لعقد مؤتمرات لبحث الاوضاع السياسية والانسانية والعسكرية لاوكرانية
فمن المقرر ان تحتضن نيويورك في العاشر من تموز المقبل مؤتمرا دوليا كبيرا خاص بأوكرانيا تحت عنوان “تحديد حالة الضرر من الغزو الروسي” وذلك بحضور دول عديدة غالبتها من الجنوب العالمي بالاضافة الى اخرى عربية واسلامية
ياتي التخطيط لانعقاد مؤتمر نيويورك، بعد ان اهملت الدول الغربية مؤتمر مماثل كان من المفترض عقده في الثلث الاخير من حزيران يبحث الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالاضافة الى وقف العدوان الاسرائيلية على غزة التي تنزف عشرات الشهداء يوميا وتعاني من مجاعة لم يشهد التاريخ مثلها.
تهتم الدول الغربية بمشاعر الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فيما تهمل الحقوق الفلسطينية والعربية وتغفل تطبيق عشرات القرارات الدولية التي صدرت من المنظمات العالمية .
تسعى الولايات المتحدة الاميركية الى تشكيل حلف غير معلن وجذب دول اتخذت الحياد في الصراع الروسي الاوكراني لضمها بشكل غير مباشر الى حلف ضد موسكو، وستعتبر حضورها المؤتمر، موافقة على الانضمام للحلف الجديد، قبل توريطها في عمليات اقتصادية وامنية وسياسية مستقبلا.
في المؤتمر، ووفق التسريبات الغربية، فان الهدف بحث المساهمة في اعادة اعمار اوكرانيا، والمشاركة في مشاريع اقتصادية ضخمة، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وهو ما تطمح له الدول التي تحاول اظهار نفسها امام شعوبها والمحيط ، في موقع مواكبة التطور والعصر ، والحديث يدور هنا عن الدول الخليجية والاسلامية الغنية .
لو كانت تلك المشاريع ذات جدوى، لما تركها الغرب للدول العربية او الاسلامية، لكن الوضع الاقتصادي المنهار لاوربا والولايات المتحدة يحد من تقديمها لمشاريع في اوكرانيا، لذا فانها تتجه الى الدول الغنية والضعيفة في نفس الوقت.
ان الاغراء الغربي لدول الجنوب العالمي الغنية يقوم على المشاركة في اعمار اوكرانيا مقابل نسبة ارباح مستقبلية، علماان تلك المشاريع لن تقوم في المرحلة القريبة، حيث ان اوكرانيا في حالة حرب، وان قامت فرضا، فانها لن تنتج الا بعد سنوات طويلة ، ولا يمكن لاوكرانيا سداد الديون التي قد يتم اجبار الدول الخليجية على تقديمها لها، حيث ان الانهيار الاقتصادي الاوكراني يحتاج الى عقود للعودة والوقوف على قدميه فضلا عن ان هذا البلد مدين لدول الغرب بـ 180 مليار دولار حاليا.
الولايات المتحدة تأمل بحضور كبير من قادة الدول الغنية على امل تحويل ما يقدموه من اموال للمشاريع في اوكرانيا الى تمويل المجهود الحربي لقوات كييف بهدف اجهاد روسيا، فقد باتت الدول الغربية غير قادرة على تمويل تلك الحرب، في المقابل لا مشكلة لدى روسيا لو امتدت لسنوات اخرى ، وهو ما اذهل الاوربيين.
بعد اليوم لا يمكن الاعتماد على ثروات اوكرانيا الثمينة، والتي غالبا كان احد اسباب توريطها في الحرب ، فقد سيطر الرئيس الاميركي عليها بالكامل، واليوم اوكرانيا بعد توقيع الرئيس فلوديمير زيلينسكي على اتفاقية المعادن، ستدفع 100 مليار لاميركا بعد ان ساومها على 300 مليار طلبها ترامب.