السياسي – “نسمع طحنًا ولا نرى طحينًا”، هذا هو حال المجوّعين في غزة بعد أن أشبعهم العالم كلامًا فارغ المضمون عن إدخال المساعدات، تلته عروض دعائية للاحتلال عن سماحه بإسقاط بضعة صناديق مساعدات من الجو، في محاولة لتبييض وجهه أمام الرأي العالمي.
لكن الصورة في القطاع لم تتغير، والواقع الصعب يزداد مأساوية، والمواطن الغزّي ما زال يعاني الجوع والفقر والقصف في كل الأحوال.
ويحاول الاحتلال من خلال إعلانات ترويجية بعيدة عن الواقع، مثل الترويج لإنزال جوي للمساعدات وحديث عن دخول مئات الشاحنات من معبر العريش المصري، ووقف مؤقت لإطلاق النار، تحسين صورته المشوهة، دون أن يمس ذلك جوهر سياسة العقاب الجماعي أو يضع حدا لحالة الإبادة المتواصلة.
وأكد القيادي في حماس باسم نعيم أنه لا يمكن القبول بأي عملية لإدخال المساعدات من أي كان، وبأي طريقة كانت، إذا لم تضمن الديمومة والكمية الكافية والتنوع المطلوب لاحتياجات 2 مليون إنسان، ثم تأمينها لتصل الى مستحقيها.
وأضاف في تصريحات له، أن إدخال المساعدات لتنفيس حالة الغضب العالمية على جريمة الاحتلال بفرص المجاعة، أو أن تصبح جزءا من خطته (المعدلة تحت الضغط الدولي) والتي لم يتغير هدفها، فهذا غير مقبول، ولن يخلق بيئة تصلح للتفاوض.
بينما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحالة غضب وتشكيك إزاء ما يتم الإعلان عنه، عند مقارنة ذلك بالواقع في غزة.
وكتب أحدهم: شهداء المساعدات اليوم أكثر من شاحنات المساعدات التى دخلت القطاع.. عالم منافق مجرم.
فيما رأى آخر أن الحملة الإجمالية للمساعدات التي تم إسقاطها جوًّا، لا تتجاوز 8 شاحنات، مقابل احتياجات 2.4 مليون إنسان في القطاع.
وأضاف “هذه الكميات لا تُحدث أي فرق حقيقي في مواجهة المجاعة ولا توقف حالات الوفاة التي تتزايد نتيجة الجوع والمرض والقصف”.
وأكد أن عمليات الإسقاط تمت في مناطق مصنّفة كمناطق قتال خطيرة حسب بيانات جيش الاحتلال، ما يشكل خطرًا على حياة المدنيين الذين يحاولون الوصول إليها.
وكتب محمد حازم الشوبكي: كالعادَة، يقومُ كيانُ العدوِّ باستلامِ المساعداتِ الإنسانيّةِ عبر معبر رفح، وتُفْرَغُ الحُمولَةُ على أرضِ معبر كرم أبو سالم، ويتمُّ اتّهامُ المؤسساتِ الأمميّةِ بتخلُّفِها عن استلامِ المساعدات.
وأضاف “هذهِ رسالةٌ إلى كلِّ المُطَبِّلينَ للأنظمةِ الخانعةِ: لا تَغترّوا بالإعلامِ، فالواقعُ على الأرضِ شديدٌ، وما زالت المجاعةُ في أَوْجِها!
وكتب آخر: على الجميع الكف في البحث عن صورة تغسل خذلانهم لنا طيلة الفترة الماضية، هناك 6 آلاف شاحنة محتجزة على معبر رفح يجب أن تدخل، ولن نقول شكرًا للفتات وللآلية المذلة التي تشجع على الفوضى وتظهر شعبنا بصورة سيئة.
وكتبت حكمت المصري: كان الناس في انتظار شاحنات المساعدات كما ينتظر الغريق طوق نجاة.. قالوا “هدنة إنسانية”، فتعلّقت القلوب بالأمل، وعلّقت الأمهات دموعهن بباب الخيام، لعلّ شيئًا يأتي، علّ عبوة حليب تصل لطفل يبكي من الجوع، أو كيس طحين يسند خبز العائلة لأسبوع واحد.
لكن الهدنة انتهت، والانتظار طال ولم تدخل شاحنة، ولم يُفتح معبر، ولم تتزحزح المجاعة من قلب غزة.
الجوع ما زال ينهش الأجساد، الدواء ما زال مفقودًا، والماء ما زال ملوّثًا بالعطش والموت.
عن أي إنسانية يتحدثون؟ الإنسانية ليست كلمات في المؤتمرات، ولا تصريحات جوفاء أمام الكاميرات،
وأكدت سجى أبو الروس في منشور لها أن المساعدات من الجو نزلت في مناطق حمراء مصنفة مناطق قتال خطيرة حيث من الصعب وصول المواطنين إليها.
وأضافت أرى أنه “شو” إعلامي لتخفيف الضغط عن الاحتلال وكله لأغراض تصويرية ما دون ذلك كذب وخداع. المجاعة ما زالت متفشية في القطاع ولم يُكسر الحصار حتى الآ.
واعتبر فؤاد صفوت في منشوره أن الإعلام غرق غزة مساعدات جوا وبرا، وعلى الأرض حتى الان ما في اشي، غير أن الاسعار نزلت قليلا من تجار الحروب.. الإنزال الجوي مش غنيمة، الكميات التي ترميها عشر طائرات تحملها مقطورة او اثنتين جار ومجرور.. غزة تحتاج ألف شاحنة يوميا لتنتهي المجاعة.
واشتدت فصول المجاعة التي يعيشها أهالي قطاع غزة، مع استمرار إغلاق المعابر منذ شهور وفرض إغلاق وحصار مطبق، مُنعت خلاله قوافل المساعدات من دخول القطاع، ما فاقم الأوضاع الإنسانية وأوصل القطاع إلى مستويات غير مسبوقة من المجاعة وسوء التغذية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن المجاعة المميتة والقاتلة التي ينفذها الاحتلال أدت حتى الآن إلى استشهاد 133 فلسطينيًا، بينهم 85 طفلًا، مؤكدًا أن الاحتلال يُمارس ضغطًا إنسانيًا قذرًا ضد 2.4 مليون إنسان من خلال استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات وحليب الأطفال.
فيما تظهر بيانات وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 260 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من نقص غذائي حاد، قد يودي بحياتهم في أي لحظة.