السياسي – مع سعي الأهل المتزايد للعثور على خيارات غذائية صحية وعملية لأطفالهم، يبرز الفستق كأحد الوجبات الخفيفة التي يوصي بها المتخصصون.
وبفضل قيمته الغذائية العالية وطعمه المحبب للأطفال، يقدم الفستق أكثر من مجرد قرمشة لذيذة، إذ يسهم في تقوية المناعة، ودعم التطور العقلي، وتحسين البصر، وتوفير الطاقة خلال اليوم.
وبحسب تقرير نشره موقع “OnlyMyHealth”، شدد اختصاصي التغذية الدكتور سيدهانت بهارجافا، من جمعية مزارعي الفستق الأمريكي، على الفوائد الصحية المتعددة للفستق خلال سنوات نمو الطفل.
-دعم المناعة لدى الأطفال في سن المدرسة
يتعرض الأطفال في المدارس لتغيرات موسمية وبيئية تضعف مناعتهم، ما يجعل تقويتها أولوية. ووفقًا للدكتور بهارجافا، “يُعد الفستق من أكثر المكسرات احتواءً على مضادات الأكسدة، مما يجعله فعالًا في تعزيز الجهاز المناعي لدى الأطفال“.
وأشار إلى دراسة أجريت عام 2014 أظهرت أن تناول الفستق يزيد من إنتاج بكتيريا نافعة في الأمعاء تُعرف بإنتاجها لحمض البيوتيرات، وهي مفيدة لصحة المناعة والهضم، أكثر من تناول اللوز. كما يحتوي الفستق على فيتامين E ومعادن أساسية تدعم دفاعات الجسم الطبيعية.
-دعم التطور العقلي والتركيز
مع الانفتاح المستمر لعقول الأطفال على التعلم والاكتشاف، تبرز الحاجة إلى عناصر غذائية تدعم نمو الدماغ. وأوضح بهارجافا أن “الفستق يحتوي على دهون صحية، مثل الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة، وهي ضرورية للنمو العقلي”، مشيرًا إلى أن الفستق غني أيضًا بفيتامين B6، الذي يساهم في إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مسؤولة عن تنظيم المزاج والتركيز والذاكرة.
-صحة العين في العصر الرقمي
رغم ارتباط مشاكل البصر غالبًا بكبار السن، إلا أن الاختصاصيين يؤكدون أهمية الحفاظ على صحة العين منذ الطفولة، لا سيما في ظل الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية.
وذكر بهارجافا أن “الفستق يحتوي على كمية من اللوتين والزياكسانثين تزيد بنحو 13 مرة عن أقرب نوع آخر من المكسرات”، وهما من مضادات الأكسدة التي تتجمع في شبكية العين وتساعد في الوقاية من أمراض البصر المرتبطة بالتقدم في السن.
-طاقة تدوم طويلًا
يحتاج الأطفال النشطون في المدرسة واللعب والرياضة إلى مصدر طاقة مستمر. ويوفر الفستق مزيجًا من الكربوهيدرات المعقدة، والبروتين، والسكريات الطبيعية، ما يمنح الأطفال دفعة فورية من الطاقة، إلى جانب شعور بالشبع يدوم لعدة ساعات. وأكد بهارجافا، أن “الفستق يمد الأطفال بالطاقة بسرعة، ويحافظ على شعورهم بالشبع حتى الوجبة التالية“.
-طرق عملية لإدخال الفستق في نظام الأطفال الغذائي
وتشير بيانات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن تناول 49 حبة من الفستق يمد الجسم بنحو 159 سعرة حرارية، ما يجعله وجبة خفيفة مغذية ومنخفضة السعرات.
ويوصي خبراء التغذية بعدة طرق سهلة لجعل الفستق جزءًا من النظام الغذائي اليومي للأطفال، مثل رشّه مطحونًا على الشوفان أو اللبن في وجبة الإفطار، أو إضافته إلى سلطات الفواكه لمنحها قرمشة محببة.
كما يمكن دمجه في ألواح الجرانولا أو الطاقة المعدّة في المنزل، أو استخدامه كزينة على شطائر زبدة المكسرات، فضلًا عن تقديمه مع الزبيب أو الفواكه المجففة كوجبة خفيفة مغذية خلال اليوم.
-التنبه للحساسية واختيار المنتجات بعناية
رغم الفوائد المتعددة للفستق، ينصح الخبراء بالحذر عند تقديمه للأطفال، إذ تُعد المكسرات من أبرز مسببات الحساسية في سن الطفولة.
وشدد بهارجافا على “استشارة طبيب الأطفال قبل تقديم الفستق، خاصة في حال وجود تاريخ عائلي للحساسية”. ويمكن أن تتراوح الأعراض من طفح جلدي خفيف إلى صعوبة في التنفس.
وينصح باختيار فستق غير مملح وعضوي لتجنب الصوديوم المضاف والمواد الحافظة، مع تقديمه مقشرًا للأطفال الصغار لتسهيل تناوله وضمان السلامة.
ومع تزايد الوعي بأهمية التغذية الطبيعية الكاملة، يثبت الفستق مكانته كخيار صحي ومحبب في علب طعام الأطفال، بفضل نكهته اللذيذة وفوائده الصحية المتنوعة.