الفصائل العراقية تبحث استضافة قادة حماس

بعد تعليق قطر مشاركتها في جهود الوساطة بشأن الحرب على قطاع غزة، والطلب الأمريكي المقدم لها حول ترحيل قادة حركة حماس، أثيرت تساؤلات عما إذا كانت بغداد ستكون وجهتهم المقبلة.

وبرغم ضعف الصلات بين قادة حركة حماس، ونظرائهم في الفصائل العراقية، فإن أوساط المليشيات في العراق أظهرت استعداداً لاستقبال قادة الحركة، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الخطوة.

وقالت مصادر : إن “قادة الفصائل في العراق ناقشوا مسألة استقبال قادة حماس، بعد قرار طردهم من الدوحة.

ورغم عدم اتخاذ قرار حاسم حتى الآن، إلا أن القضية تحظى برضا أولي، على أن يؤخذ رأي بقية أطراف المحور، وطبيعة المتغيرات المتسارعة، وفق المصادر.

وأوضحت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن “وجود مكتب مصغر لحماس في بغداد، عزز من هذه القناعة لدى قادة الفصائل”، لافتاً إلى أن “القرار الرسمي لم يهتم لهذا الأمر لغاية الآن”.

وعندما برزت قضية انتقال حركة حماس إلى بغداد للمرة الأولى، في يونيو/ حزيران الماضي، نقلت صحيفة “ذا ناشيونال” عن مصادر قولها إن “الحكومة العراقية وافقت على هذه المسار، وستعمل إيران على حماية قادة الحركة ومكاتبها وأفرادها في بغداد، إذا تم تنفيذ هذه الخطوة”.

وتشير تقارير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يوشك على انتهاء ولايته، طلبت من قطر طرد حركة حماس بعد مقتل زعيم الحركة يحيى السنوار في غزة، وبعد أن رفضت حماس اتفاقًا آخر بشأن الرهائن؛ ما زاد من إحباط الإدارة الأمريكية تجاه الحركة.

وعلى مدار السنوات الماضية، كان العراق يستقبل قادة حزب الله اللبناني، وقادة مليشيات الحوثيين، بشكل رسمي، برعاية الفصائل المسلحة، مع توفير المتطلبات اللوجستية، بهدف الإشراف على تدريب عناصرها، في معسكرات ديالى وجرف الصخر.

ويوفر هذا الوجود الدائم، وإن كان متقطعاً تدريباً لقادة الفصائل العراقية، بشأن التعاطي مع نظرائهم فيما يُسمى “محور المقاومة” وآلية وصولهم، وإقامتهم، وحمايتهم؛ ما قد يدفعهم لاتخاذ قرار باستقبال قادة حماس، وهو مسار يحمل في طياته الكثير من المخاطر ،وفق مراقبين، خاصة مع قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإن مسؤولين عراقيين سمحوا في أيلول/ سبتمبر الماضي، لمليشيات الحوثيين وحركة حماس، بتأسيس وجود دائم في بغداد، مشيراً إلى أن “المكتبين يحظيان بحراسة مشددة، دون وجود لافتة تشير إليهما.

وبحسب التقرير، تجد حماس والحوثيون في بغداد، دعماً من الأحزاب العراقية المرتبطة بإيران.

بدوره، يرى الخبير العسكري حميد العبيدي، أن “قادة حماس يُدركون تحديات الواقع العراقي، لذلك لا أتوقع أنهم يُقدمون على تلك الخطوة، وفي حال حصل ذلك فإنها ستكون بوّابة لأزمات كبيرة، باعتبار أن الولايات المتحدة رافضة لهذه الخطة”.

وأوضح العبيدي، أن “الولايات المتحدة هي من سمحت لقطر بإيواء قادة حماس، لتكون الدوحة حلقة وصل بين الحركة في غزة وواشنطن، ولا يمكن لبغداد أن تقوم بهذا الدور، لعدة اعتبارات”.

ولفت إلى أن “واشنطن ستعارض هذه الاستضافة، لقادة حماس الذين تراجع دورهم بشكل تام، لذلك عليهم الإنزواء إلى دول بعيدة عن الشرق الأوسط، تحقيقاً لمصلحة بلادهم”.

وعندما كان الفلسطينيون يقيمون في العراق، بعد العام 2003، فإنهم تعرضوا لأبشع أنوع الانتهاكات على يد الفصائل العراقية؛ ما تسبب بأكبر موجة هجرة ونزوح لهم آنذاك إلى خارج العراق.

لكن مع اندلاع الحرب في غزة، ودخول ما يُسمى “محور المقاومة”بقيادة إيران، فيها، توطدت علاقة الفصائل العراقية، بالفلسطينيين، وقادة حركة حماس بالتحديد.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً