عندما كنا وما زلنا نطالب بإعمال العقل فيما يجري في فلسطين وحولها والتوقف عند الشعارات العاطفية والمضللة التي ترددها بعض قوى (المقاومة) كان الرد بأن هذا خطاب استسلامي يخدم العدو.
الآن نريد أن نتوقف عند ما يقوله حزب الله أن الحرب على جبهة الشمال ستستمر حتى تتوقف الحرب على جبهة غزة!
والسؤال ما هو تأثير جبهة الإسناد وصواريخ حزب الله على مجريات حرب الإبادة على غزة وكل فلسطين؟
جوابنا أنها لم تحد من العدوان وطوال عام تجري عمليات الموت والدمار الشامل في غزة والضفة وتدخل محور المقاوم منح العدو مزيدا من الذرائع لتوسيع عدوانه ثم الانتقال بعدوانه إلى لبنان، وبات الوضع في المنطقة برمتها مؤهل لمزيد من التدهور لصالح العدو ، إلا إذا حدثت معجزة ،ولسنا في زمن المعجزات.
والأخطر من ذلك فإن ربط الجبهتين واشتراط حزب الله وقف الحرب على غزة حتى يوقف الحزب إطلاق صواريخه على إسرائيل بالرغم مما لحق لبنان من موت ودمار وتهجير، معناه أو هكذا سيفهم كثير من اللبنانيين أن غزة والفلسطينيين عموما هم السبب بما لحق ببلادهم من خراب ودمار وليس الخيارات الفاشلة لإيران وحزب الله.!!
وقد جرى ما هو شبيه عندما تم تحميل الفلسطينيين المسؤولية عن الحرب الأهلية منتصف السبعينيات،مع أن الحرب الأهلية والصراعات الطائفية كانت قبل الوجود العسكري الفلسطيني فيها بعد خروجهم من الأردن ١٩٧٠ واستمرت الحرب الأهلية بعد خروج قوات منظمة التحرير عام ١٩٨٢،ولبنان الى اليوم دولة فاشلة ومنقسم داخليا وعاجز عن تفعيل مؤسسات الدولة او حتى انتخاب رئيس، ولا علاقة للفلسطينيين بالأمر .