بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، مباحثات ثنائية مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين.
تاتي هذه القمة في وقت حرج يمر على العالم بسبب التفرد الاميركي بالقرار والدعم العسكري الذي تقوم به لمناطق ساحات القتال خاصة دعمها للاطراف المعتدية والتي تحميها فيما بعد بفيتو ظالم في مجلس الامن
الولايات المتحدة قدمت عشرات المليارات مساعدات مالية واسلحة خطيرة ومحظورة لاسرائيل في عدوانها الغاشم على غزة وفتحت مخازن اسلحتها في كيان الاحتلال خدمة للجيش الاسرائيلي ليمارس عمليات الابادة الجماعية والتهجير والتدمير بحق ابناء غزة لتصنع بفضل دعمها واسلحتها الفتاكة وغالبيتها محظورة دولية اكبر ماساة في العصر الحديث وتكون ضلعا رئيسيا في تلك العمليات
الى جانب ذلك قدمت الولايات المتحدة دعما مطلقا لاوكرانيا في حربها مع روسيا بعد ان اوهمت رئيسها الهزلي فلوديمير زيلينسكي على انها ستقدم دعما مطلقا له ، فجرت الناتو الى المعركة التي هزم في غالبية جبهاتها وفقد مدن الى الابد وما يزال يحلم بمناطق فقدها مند سنوات طويلة .
لم تبق الاسلحة التي دعم بها الغرب الجيش الاوكراني في بلد الاخير، بل ان دائرة الفساد المحيطة بالرئيس تمكنت مقابل اموال ورشى ، من تسريبه الى تنظيمات وخلايا ارهابية متطرفه في الشرق الاوسط لتعود الاثار الكارثية للدعم الغربي الى الدول العربية
لم يقتصر الدعم الاميركي على وصول الاسلحه الى دوائر “ارهابية” ، بل اقدمت على فرض عقوبات كرتونية على الدول المحورية والرئيسية وخاصة روسيا والصين وهما دولتان عظمتان لهما حضورهما وتاريخهما السياسي والاقتصادي والثقافي ، لا يمكن لهما ان تتاثران بعقوبات او حصار من اي طرف كان ويكفي تحالفهما مع بعضهما لقلب معادلة الحصار وهو ما تم بالفعل حيث اتفق الجانبان مجددا على تعميق علاقات الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي ودخول حقبة جديدة، في سياق الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
القمة التي جمعت الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، في بكين، ركزت على دعم عالم جديد متعدد الأقطاب ومتوازن يعتمد بشكل أساسي على القانون الدولي.
وتعمل موسكو وبكين على تشكيل نظام دولي عادل ومتوازن من الناحيتين السياسية والاقتصادية، يحمي الدول من العقوبات الأحادية الجانب، ومبني على أسس التعاون المتعدد الأطراف، وحماية سيادة الدول وأمنها مع التركيز على مراعاة المخاوف الأمنية لجميع الأطراف.
“ينتهج كلا البلدين سياسة خارجية مستقلة وقائمة بذاتها. ونحن نعمل متضامنين لتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة وديمقراطية، والذي ينبغي أن يقوم على الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، والقانون الدولي، والتنوع الثقافي والحضاري، والتوازن المحسوب لمصالح جميع المشاركين في المجتمع العالمي.. الأصدقاء الصينيين تمكنوا من خلق أجواء ودية ودافئة وكذلك أجواء عملية وموسكو وبكين توليان أهمية كبيرة للشراكة بين البلدين كنموذج لعلاقات الدول المتجاورة”.
“يدافع الجانبان بقوة عن نظام العلاقات الدولية مع الدور المركزي للأمم المتحدة، ويتم التنسيق والتعاون بشكل وثيق ضمن القانون الدولي، والتعاون في أشكال متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة، ورابطة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ومجموعة العشرين. وستدعمان ظهور عالم متعدد الأقطاب، إن الصين على استعداد لمواصلة لعب دور في إرساء السلام والاستقرار في القارة الأوروبية. موقف بكين من أوكرانيا واضح وثابت”.
“لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تفكر من منظور الحرب الباردة وتسترشد بمنطق المواجهة بين الكتل، وتضع أمن “المجموعات الضيقة” فوق الأمن والاستقرار الإقليميين، ما يخلق تهديدًا أمنيًا لجميع دول المنطقة ويجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن هذا النوع من السلوك”.
التحالف الروسي – الصيني هو المنفذ الوحيد للخروج من بوابة الهيمنة الاميركية المنحاة دائما لمصالحها الشخصية على حساب مصالح الامم والشعوب في العالم الثالث ، حيث قسدت واشنطن حريات ومواقف واراء العشرات من الدول والبلدان وارغمتها بالتهديد والوعيد للوقوف الى جانب الباطل الذي تدافع عنه سواء في فلسطين او العراق او سورية او ليبيا حيث ابيدت وتدمرت تلك الدول عن بكرة ابيها بسبب السياسة الاميركية والاستفراد فيها ، وعليه فان المطلوب من الدول العربية والاسلامية ومؤسساتها سواءا الجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي اتخاذ موقف حاسم ومصيري في دعم التحالف الروسي الصيني وسياسة البلدين اللتين تعملان للصالح العام وليس للمصالح الضيقة .