القمة العربية والإسلامية في الرياض

بقلم بهاء رحال

تعقد في العاصمة السعودية الرياض القمة العربية والإسلامية والتي تعتبر امتدادًا للقمة التي عقدت قبل عام في الزمان والمكان، حيث تناقش القمة عدة قضايا رئيسية في مقدمتها استمرار حرب الإبادة في غزة، والحرب على لبنان إلى جانب قضايا أخرى تهم المنطقة والإقليم، خاصة تداعيات نتائج الانتخابات الأمريكية وعودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات الأمريكية، وما توعد به خلال الدعاية الانتخابية، فيما يتعلق بمستقبل المنطقة وشكل خارطة إسرائيل.

في الإطار نفسه فإن لسان حال المواطن العربي يقول: ما حاجتنا لقمم لا توقف الحرب والعدوان، وليس بمقدورها فك الحصار في ظل اتساع رقعة المجاعة الجماعية في شمال غزة؟! وهذا يدفعنا للتساؤل حول الدور العربي شبه الغائب خلال 400 يوم من حرب الإبادة في غزة، وفي الوقت نفسه فإن هذه الحرب كشفت العجز الدولي والعجز الأممي وليس العربي فحسب، بل إن المجتمع الدولي بأسره فشل في وقف الإبادة الجماعية، كما فشل في فك الحصار وحماية المؤسسات الدولية في غزة وفي مقدمتها الأونروا، والتي قصفت مكاتبها ومخازنها ومركباتها، أمام عين العالم.

إن الموقف العربي الرسمي خلال الحرب لم يكن بالمستوى المنشود، وربما كان متوقعًا، فحالة الضعف العربي لا تخفى على أحد، والانقسامات بين الدول والتجاذبات انعكست بشكل مباشر على وحدة القرار العربي الذي غاب طيلة 400 يوم، فماذا يمكن أن تحمله هذه القمة بكل ما تمثل عربيًا وإسلاميًا؟ وهنا حتى لا نرفع سقف الأمنيات فلا نريد من العرب أن تتحرك جيوشهم، ولا نريد منهم أن يستخدموا ورقة النفط مثلًا، ولكن نريد موقفًا عربيًا جمعيًا وموحدًا وفق رؤيا تقوم على المصالح العربية التي تنسجم ومصالح الفلسطيني وفي مقدمتها تعزيز الصمود في مواجهة خطر التهجير القائم، وتمكين الفلسطينيين من البقاء في أرضهم ووطنهم، من خلال خطط عربية مشتركة، خاصة أن المنطقة برمتها يتهددها خطر ترامب، صاحب صفقة القرن التي فشلت في دورته الأولى، وقد يعيدها من جديد، الأمر الذي يستدعي سياسات عربية موحدة ومحكمة لمواجهة هذا الخطر الحقيقي الذي يتربص بالمنطقة.

من الطبيعي أن نجد رأي المواطن في الشارع العربي غير مكترث لما سوف يصدر عن القمة العربية والإسلامية في الرياض، فهو على حق في ظل استمرار الحرب في غزة وعلى لبنان، وهو يرى أن الاحتلال يضرب كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ويحمي نفسه بالفيتو الأمريكي، بينما لا أحد يحمي الأبرياء الذين يقتلون في غزة ولبنان بنيران الاحتلال، وفي ظل وحشية حكومة نتنياهو المستمرة، وعجز الدبلوماسية العربية حتى اليوم عن وقف شلال الدم وكسر الحصار، يبقى لسان حال المواطن صادقًا، فما حاجتنا للبيانات والمطالبات والإدانات وشلال الدم يسيل وقلوب الأبرياء تنزف؟!

شاهد أيضاً