القوة والاحتلال الاسرائيلي للجغرافيا الفلسطينية اصبحت في شك منطقي عقلاني

بقلم:دكتور صالح الشقباوي *

دراسة فينومنولوجية للمعطيات السيكولوجية لما بعد 7\اكتوبر 2023

 

تفكيك مفهوم القوة في النسق الانتربولوجي التأويلي لفينومولوجيا الصراع وابجديات الحضور وتاريخ الوجود حيث ولدت متغيرات كبيرة في خرائط الصراع الوجودية والحقوقية واصبحت القوة الصهيونية التي تحمي ما يسمى بحقها الوجودي في وطن محدد خاضعا للشك وللتفكك وللتبديد خاصة وأن الفلسطينيون نجحوا في تراكم قوة حقوقهم ووضعوا بذلك فكرة استمرار الاحتلال في حواضر الشك المنطقي المعاش ضمن سيرورة الزمن الصهيوني المتغطرس، نعم نجحنا في تفكيك مفهوم القوة وبنيتها المادية على المكان والسيكولوجية داخل الذات وغيرنا من خرائط الصراع و الوجود انطلاقا من حق القوة وهذا يجعل النسق الصهيوني المعاصر قاب قوسين أو ادنى في فلسفة نفي التدلال و استحضار أدوات الاستدلال، نجحنا في ابراز عالمنا الوطني داخل أنسجة الوجود وحافظنا عليها في غابة وعرة من الرموز ومنعنا بذلك إمكان تعدد المعاني واتساع المتخيل الصهيوني الذي يرفض أن أكون موجودا على هذا المكان وأتحرك في المجال الاجتماعي والحقل التاريخي والسياقات الحقوقية فأنا صاحب حق لن تلغيه قوة ولن تشطبه سرمدية الزمن المتعدد بثبات الواحدة للجميع الذي بنى مكانا له على ضفاف نهر مندفق ومتغير كنهر ستيكوس ونهر غاستون باشلار ونهر سبينوزا الذين رفضوا الثبات داخل المتغير وسيطروا على ميكانيزمات التعدد وأعلنوا أن الواحد أكبر من الكل وأن الكل يجتمع في واحد، يتبع تفاصيل الاشياء والمعاني ويدقق في مظاهرها الحية التي أنتجت عقولا قصرت من معادلة الزمان ووضعت الاحتلال الصهيوني بوجوده المادي والعسكري والتاريخي والسياسي والتوراتي والتلمودي قاب قوسين أو أدنى من الشك المنطقي والعقلاني الذي يؤكد انتصار الفلسطيني على محتله في معادلة الثابت والمتغير ، في معادلة الزمن الفلسطيني السيميائي وجعل من سيميائيته أداة تبحث في سيميولوجيا الكينونة التي بها نمنح مختلف الينابيع الفرعية النضالية معاني وجودية لأنه يرى ما لا يراه عادة الآخرين في الظواهر والأشياء ويكتشف الخفي الكامن الذي يصعب بلوغه بغير عقل السميولوجي الذي يقود تاريخ شعب لم يركع ولم يرضخ ولم ينهزم لسرمدية الزمن المتغير لأن روحه روح شعب مشبع بالثورة واليقين، نعم في 7 اكتوبر 2023 نجح المجاهدون في رد الاعتبار للذات الفلسطينية المقهورة التي كادت أن تخرج ثانية من التاريخ وتعيش في سرمدية الانعزال داخل طبقات الاتموسفير السياسي الذي ليس له لا دال ولا مدلول ولا عنوان وليتحول الى كائن هامد مسلوب المعنى والرمزية والعنوان لا يحدد أولوياته الوطنية ويعيش خارج الوطن وهو يسكن الوطن لكن للاسف علاقته بالوطن مسلوبة ومقهورة لانها تخضع لارادة الاخر الصهيوني لكن 7 اكتوبر انتصرت على المعجزات وحققت في نفس الوقت معجزات ونزعت المعنى من دبق التاريخ ومن سماكة الجدران، تحررت الكلمات وحررت الوطن من كبت الموضوعية والعقلانية واختناقات الوطن داخل انساق اللامعنى الوجودي ومنهج الكلام عن الكلام، حارب الكبت وانتصر على مؤلف المقال فهو قوتنا الروحية التي حلت في اشيائنا الفلسطينية كشاهد تاريخي انتصر على القوة

*استاذ محاضر جامعة بومرداس
كلية الحقوق والعلوم السياسية
بودواو

شاهد أيضاً