الكرامة أولاً.. فنزويلا ترفض الوجود العسكري الأمريكي وتتوحد خلف قيادتها

رامي السيد

في زمنٍ تتكاثر فيه الأطماع الاستعمارية بأشكالٍ جديدة، تقف فنزويلا شامخة لتعلن للعالم أن الكرامة والسيادة الوطنية لا تُباع ولا تُشترى. إن الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي ليس سوى احتلالٍ مقنّع، يهدف إلى السيطرة على ثروات الشعوب والتحكم في قرارها السياسي. غير أن الشعب الفنزويلي، بوعيه وإيمانه بعدالة قضيته، يرفض هذا التدخل رفضًا قاطعًا.

لقد أثبتت فنزويلا أن قوتها لا تكمن فقط في مواردها الطبيعية أو موقعها الجغرافي، بل في وحدة شعبها خلف قيادتها الشرعية المتمثلة في الرئيس نيكولاس مادورو، الذي أصبح رمزًا للمقاومة والتصدي للهيمنة الأمريكية. هذه الوحدة الوطنية تمثل السد المنيع في وجه كل المؤامرات الخارجية، وتؤكد أن الشعوب حين تختار الكرامة تنتصر، مهما تكالبت عليها قوى الاستعمار.

إن المشروع الأمريكي في الكاريبي لا يختلف عن تدخلاته السابقة في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، حيث يسعى إلى إشعال الفوضى ونهب الموارد تحت شعاراتٍ زائفة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان. لكن فنزويلا، اليوم، تُفشل هذا المخطط بإرادةٍ شعبية راسخة، وخطابٍ سياسي واضح، يؤكد أن الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار.

الشعب الفنزويلي أثبت أن الدفاع عن السيادة ليس مجرد قرار حكومي، بل فعل جماعي تشترك فيه كل فئات المجتمع. ومن هنا، فإن رسالة كاراكاس للعالم واضحة: لا وجود عسكري أمريكي في الكاريبي، ولا تنازل عن حق تقرير المصير، ولا مساومة على حرية الوطن.

إن فنزويلا اليوم تكتب بدماء أبنائها وصمود شعبها ملحمة جديدة عنوانها الكرامة أولاً، لتبقى نموذجًا للشعوب التواقة للحرية والرافضة لكل أشكال الهيمنة والتبعية.

 نائب رئيس شبكة النايل الإخبارية