الكشف عن سبب إقالة مستشار القومي الأمريكي – ما علاقة نتنياهو

السياسي – بعد سلسلة من الخلافات المتراكمة أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي، مايكل والتز، بعد أن أضاف صحفي إلى محادثة السرية كانت تجري بشأن اليمن.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن والتز، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لمدة 102 يومًا فقط، أجرى محادثات مكثفة مع نتنياهو قبيل زيارة الأخير إلى البيت الأبيض في شباط/ فبراير، حيث ناقشا خيارات عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهذا التنسيق أغضب ترامب، الذي كان يفضل اتباع نهج دبلوماسي تجاه إيران.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة داخل الإدارة الأمريكية، أن قرار الإقالة لم يكن نتيجة حادثة واحدة، بل جاء بعد سلسلة من التوترات، أبرزها دعم والتز للنهج الإسرائيلي فيما يتعلق بالملف الإيراني، ومحاولاته المستمرة لترجيح كفة العمل العسكري.

وكشفت الصحيفة أن الواقعة التي عجلت بالإقالة تمثلت في إضافة والتز صحفيًا عن طريق الخطأ إلى دردشة خاصة عبر تطبيق “سيغنال”، وهو ما أثار قلقًا داخل البيت الأبيض بشأن تسريب معلومات حساسة.
لكن واشنطن بوست نقلت عن اثنين من مسؤولي الإدارة قولهم، إن الخطأ في تطبيق “سيغنال” لم يكن سوى “القشة التي قصمت ظهر البعير”، إذ كان والتز قد أثار بالفعل تحفظات داخلية بسبب مواقفه المتشددة من إيران وتواصله المباشر مع المسؤولين الإسرائيليين دون تنسيق كافٍ مع فريق الرئيس.

وأضافت الصحيفة أن والتز بدا خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن في شباط/ فبراير الماضي متبنيًا بالكامل رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تنادي بأن الوقت قد حان لتوجيه ضربة عسكرية ضد طهران، ما تسبب في انزعاج ترامب الذي لم يكن مستعدًا للتصعيد العسكري في تلك المرحلة.

وأشارت إلى أن كبار مستشاري البيت الأبيض، بمن فيهم كبيرة الموظفين سوزي وايلز، رأوا أن والتز لم يعد يلائم طريقة إدارة ترامب للسياسة الخارجية، وبدأت التحذيرات تتصاعد من أن “أيامه باتت معدودة”.

ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري ترامب قوله إن ما فعله مايكل والتز تجاوز حدود العمل المؤسساتي، مشبّهًا الأمر قائلاً: “لو أن جيم بيكر عقد صفقة جانبية مع السعوديين لتقويض الرئيس جورج بوش الأب، لتمت إقالته فورًا”.
وأضاف: “لا يمكنك أن تتصرف بهذه الطريقة، فأنت تعمل لصالح رئيس بلدك، لا رئيس بلد آخر”. ويعكس هذا التصريح مدى الاستياء داخل دائرة ترامب من تنسيق والتز مع الإسرائيليين، واعتباره تجاوزًا للولاء الوظيفي والسياسي.
ووفقًا للصحيفة، حاول عدد من كبار مسؤولي الإدارة، بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس، إقناع ترامب بالإبقاء على والتز، إلا أن الرئيس كان قد اتخذ قراره النهائي، مدفوعًا بمزيج من الغضب وعدم الثقة.

وتوضح واشنطن بوست أن تعيين مايكل والتز كان مفاجئًا منذ البداية، فرغم ولائه السياسي لترامب، فإن مقارباته في السياسة الخارجية اتسمت بالتشدد، خصوصًا تجاه روسيا وإيران، ففي حين مال ترامب إلى نهج تصالحي مع موسكو وطهران، فضل والتز التصعيد، بل كان يدعو إلى اتباع خط متشدد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.