اللاجئون الفلسطينيون في سوريا يأملون بعهد جديد

السياسي – يتطلع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا إلى مستقبل آمن في سوريا الجديدة، يضمدون فيه الجراح، ويجمعون شتاتهم الذي مزقته سنوات الصراع الدامي، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

وتركت سنوات الصراع السوري آثارا صعبة وذكريات أليمة على اللاجئين الفلسطينيين، حيث دُمّرت مخيّماتهم بشكل كلي أو جزئي، ما اضطر عشرات الآلاف منهم إلى النزوح داخليا وخارجيا، فيما قتل أو اعتقل الآلاف من قبل قوات الرئيس المخلوع، بشار الأسد، بينما لا يزال مصير الآلاف منهم مجهولاً حتى الآن.

-متى لجأ الفلسطينيون إلى سوريا؟
لجأ الفلسطينيون إلى سوريا على دفعات خلال القرن الماضي، هربا من بطش ومجازر الاحتلال الإسرائيلي، لكن العدد الأكبر هاجر بعد النكبة عام 1948، خصوصا من القرى والبلدات القريبة من الحدود الفلسطينية السورية.
بعد سقوط الأسدطرأت تحولات وتغييرات جذرية في مشهد اللجوء الفلسطيني في سوريا تعدادا وتوزيعا بعد الأحداث التي اندلعت في سوريا منتصف آذار/ مارس 2011.

-كم عدد اللاجئين الفلسطينيين؟
يشكل اللاجئون الفلسطينيون جزءاً من نسيج المجتمع السوري، إذ يزيد عددهم عن نصف مليون لاجئ، موزعين على عدد من المخيمات في سوريا، لكن هذا العدد تقلص كثيرا بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وبالأرقام، يقدر أعداد فلسطينيي سورية المُسجّلين لدى “الأونروا” كلاجئين، نحو 545 ألف مواطن فلسطيني، وهم ممّن يطلق عليهم تسمية “فلسطينيي سورية”.

يُضاف إلى فلسطينيي سورية نحو 200 ألف مواطن فلسطيني مُقيم بسورية من فلسطينيي لبنان والأردن وقطاع غزة والعراق، وقد انخفضت أعدادهم كثيرا بعد الثورة السورية، حتى وصلت إلى أقل من 40 ألفا. وفق الكاتب والمحلل الفلسطيني وابن مخيم اليرموك، علي بدوان.
-كم عدد المخيمات الفلسطينية في سوريا؟
يوجد في سوريا 12 مخيّماً للاجئين الفلسطينيين، يقع معظمها في العاصمة دمشق أو محيطها، والتي تستأثر بـ67% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين.

تصنف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” 9 مخيمات بشكل رسمي، و3 غير رسمية وهي:

-مخيم اللاذقية “غير رسمي”
-مخيم النيرب في حلب
-مخيم اليرموك “غير رسمي”
-مخيم جرمانا
-مخيم حماة
-مخيم حمص
-مخيم خان الشيح
مخيم خان دنون
-مخيم درعا
-مخيم سبينة
-مخيم عين التل “غير رسمي”
-مخيم قبر الست في دمشق

تكشف إحصاءات أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تبقوا في سوريا، بلغ حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2022، قرابة 42 ألفاً، أقل من 3 في المئة يتواجدون داخل المخيّمات، ومن تبقّى تشردوا في عموم الجغرافية السورية وفق موقع “ارفع صوتك”.

-اليرموك.. أكبر تجمع للفلسطينيين في الشتات
يعد مخيم اليرموك عاصمة اللجوء والشتات الفلسطيني في الخارج، وأحد رموز النضال الفلسطيني، إذ يعتبر أكبر المخيمات خارج حدود فلسطين التاريخية، مع تقديرات تشير إلى أن عدد سكانه لا يقل عن 150 ألفا من اللاجئين الفلسطينيين.

عانى المخيم من عمليات تهجير ممنهجة على يد قوات النظام السوري عقب اندلاع الثورة السورية، حيث ضربت قوات النظام حصارا مشددا عليه عام 2018 واستهدفت سكانه بالقتل والتهجير على مدار شهور طويلة، تحت ذريعة محاربة تنظيمات متطرفة، ما أدى إلى نزوح جل اللاجئين فيه، سواء داخليا أو خارج البلاد.
-ماذا فعل النظام بالمخيم؟
منذ عام 2018، عمل النظام المخلوع على تنفيذ مخطط تنظيمي لتحويل المخيم إلى منطقة سكنية جديدة بتمويل من رجال أعمال مرتبطين به، وذلك عقب التدمير الشامل الذي شهده المخيم نتيجة العمليات العسكرية في العام نفسه.

قرارات النظام السابق شملت حل اللجنة المحلية للمخيم، التي كانت قد تأسست عام 1964 لتثبيت خصوصيته كمنطقة إدارية مستقلة، والاستعاضة عنها بإدراجه تحت صلاحيات محافظة دمشق.

كما جرى إسقاط صفة “مخيم” واستبدالها بـ”منطقة اليرموك”، وجرى إزالة العلم الفلسطيني من المداخل الرئيسية، والاكتفاء برفع العلم السوري، ما أثار غضب اللاجئين الفلسطينيين.

-أين نزح اللاجئون الفلسطينيون؟
الكتلة الأكبر ممّن غادر سورية من فلسطينييها هم من جيل الشباب، ومن أصحاب الكفاءات العلمية وخريجي الجامعات والمهنيين. حيث وصلت أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا سورية حتى الآن لحدود 150 ألفا من أصل 545 ألفا، فيما نزح الآخرون داخليا في مناطق الشمال والجنوب، بحثا عن الأمن.

-واقع اللاجئين بعد سقوط النظام
يعقد اللاجئون الفلسطينيون في سوريا آمالا كبيرة على القيادة الجديدة في سوريا، أملا في إنصافهم، وترتيب أوضاعهم لحين العودة إلى ديارهم التي هجروا منها في فلسطين.
ومع استعادة مخيم اليرموك لصفته التاريخية، يتطلع أبناء مخيم اليرموك إلى إعادة بنائه كرمز لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وعاصمة للشتات الفلسطيني، وذلك في حالة تنسحب على معظم المخيمات الفلسطينية في سوريا.

وقبل أيام، شهد مخيم اليرموك حملة تهدف إلى إزالة آثار السياسات التي فرضها النظام السوري المخلوع، واستعادة الهوية التاريخية للمخيم باعتباره رمزاً للنضال الفلسطيني وأكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في الشتات.

شاهد أيضاً