طالبت المنظمات الفلسطينية الأمريكية بعودة 700 الف اميركي من إسرائيل واكدت على استعدادها لتمويل إعادة توطينهم بشرط تنازلهم عن الجنسية الاسرائيلية، وشددت في بيان رفضها التدخل العسكري الأمريكي في العدوان الاسرائيلي على إيران
وتعلن شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية، التي تضم اثنان وثلاثين (32) من مؤسسات وجمعيات ومراكزالجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة، عن رفضها القاطع والصريح لأي تدخل عسكري أمريكي في الحرب العدوانية الاسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إن انخراط ادارة ترامب – مخالفة اراء الغالبية العظمى من الشعب الامريكي- في عدوان عسكري جديد على دولة ذات سيادة في المنطقة لا يخدم أي مصلحة وطنية أمريكية، بل يضع أرواح الجنود الامريكيين ومواطنينا في الشرق الاوسط في خطر، ويهدد الأمن والاستقرار الاقليمي و الدولي ، ويزيد من تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي في الشرق الأوسط وامريكا والعالم.
لقد أثبتت التجارب الامريكية السابقة، أن السياسات العدوانية والتدخلات العسكرية الخارجية لم تنتج سوى مزيد من الحروب والدماروازهاق ارواح مئات الاف الابرياء، من العراق إلى ليبيا إلى أفغانستان. واليوم، تستعد ادارة ترامب لتكرار نفس الأخطاء، مدفوعة بضغوط اللوبي الإسرائيلي وكذب نتانياهوعن التهديد الوجودي للبرنامج النووي السلمي الايراني لدولة الاحتلال، في تجاهل تام لإرادة الشعوب وحقوقها في تقرير المصير.
إننا نرفض أن تُزج الولايات المتحدة مجددًا في حرب لا تخدم سوى المشروع التوسعي الإسرائيلي، الذي يسعى إلى القضاء على أي توازن إقليمي، وفرض الهيمنة بالقوة العسكرية. الحرب على إيران ، لن تكون حربًا “لأمن إسرائيل” كما يُروّج، بل ستكون كارثة إقليمية ستدفع ثمنها شعوب المنطقة أولًا، والمجتمع الدولي لاحقًا بغلاء الاسعار وارتفاع تكلفة الطاقة.
وفي هذا السياق، نطالب الإدارة الأمريكية، وخصوصًا وزارة الخارجية، باتخاذ خطوات عاجلة وآمنة لإجلاء المواطنين الأمريكيين من إسرائيل والذي يقدر عددهم ب 700,000 مواطن من حملة الجنسية المزدزجة، حفاظًا على أرواحهم في ظل التصعيد العسكري الوشيك اذا انضمت امريكا للحرب على ايران. اننا نؤكد استعدادنا الكامل، في شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية، لعمل حملات التبرع للترحيل لأي مواطن أمريكي يرغب في العودة النهائية من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، وذلك من منطلق وطني في تشجيع الهجرة العكسية من اسرائيل، بشرط توقيع تعهد بالتنازل عن الجنسية الاسرائيلية وعدم العودة مستقبلًا إلى إسرائيل، التي تحتل فلسطين وتمنع الفلسطينيين من العودة لديارهم التي شردوا منها.
وفي الوقت الذي تؤجج فيه الإدارة الأمريكية أجواء الحرب، نجدها تتجاهل المطالب الشعبية الداخلية المُلحة بوقف ملاحقة المهاجرين، وإصلاح السياسات الخارجية، ووقف تمويل الحروب، وإعادة توجيه الموارد نحو التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية داخل الولايات المتحدة. إن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسام الداخلي ويزيد من الاعباء الاقتصادية على المواطن الامريكي.
إننا، في شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية، نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وبحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال حتى نيل الحرية والعودة. كما نؤكد على موقفنا المبدئي المناهض لأي عدوان على الشعوب، سواء كان في فلسطين أو لبنان أو إيران أو اليمن أو أي مكان آخر. نحن نطالب بسياسة خارجية أمريكية تقوم على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، لا على التحالفات العسكرية والحروب.
اننا في شبكة المنظمات الفلسطينية الامريكية نطالب ادارة ترامب بالضغط على اسرائيل لوقف المجازر والابادة الجماعية التي لا زالت ترتكبها ضد ابناء شعبنا في قطاع غزة والعالم منشغل في حربها على ايران.
ختامًا، ندعو أبناء الجاليات العربية والإسلامية، وكل الأحرار من الشعب الأمريكي، إلى التحرك الفوري سياسيًا وشعبيًا لإيقاف عجلة الحرب، ورفع الصوت ضد سياسات التحالف غير المقدس بين واشنطن وتل أبيب، والعمل من أجل بناء سياسة خارجية أكثر عدالة، تحترم إرادة الشعوب في تقرير المصير، وتُعلي من قيمة السلام والامن الدوليين.
شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية
واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة
21 حزيران / يونيو 2025
