الناتو يمر عبر ملدوفيا لضرب الاستقرار في القوقاز

يعمل حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية والولايات المتحدة على تجيير دولة مولدوفا لتصبح معبرًا لهم لضرب الاستقرار في القوقاز ومحاولة الضغط على روسيا.

وقد استخدمت الدول الغربية أوكرانيا ونظام الرئيس فلاديمير زيلينسكي للضغط على موسكو، وهو ما دفع الاخيرة للدفاع عن نفسها وامنها القومي وشنت هجوما كاسحا على المدن الاوكرانية لوقف تمدد الناتو الى الدولة الاوكرانية التي كادت ان تستقبل قواعد امنية وعسكرية وجدت روسيا ان مكانها ليس هنا

اليوم، بعد تدمير أوكرانيا وتعطيل اقتصادها،  وتفكك مجتمعها ونظامها السياسي وبعد الفشل الغربي في تحقيق اهدافه من تحريض زيلينسكي،  تبحث الدول الغربية عن منافذ أخرى لإشغال روسيا، ووقف تقدمها وتمددها حيث لم تفلح العقوبات الاميركية والغربية للوصول الى هذا المنال، فكان الاختيار الجديد هو مولدوفا التي يديرها نظام يشبه الجار الأوكراني.

تُستخدم الدول الغربية سيناريو مماثل في مولدوفا، حيث بدأت في استغلال منطقة بريدنيستروفيه في هذا البلد ، حيث يُعتبر أغلب سكانها من الروس، ويطالبون السلطات بمنحهم حقوقهم المدنية واستخدام لغتهم الأم وفتح مدارس خاصة بعم تستخدم لغتهم وتنشر ثقافة اجدادهم

لقد استغلت واشنطن ولندن -على وجه الخصوص -هذه المطالب المشروعة وحاولت زرع بذور الفتنة وتحريض الدولة الملدوفية على تلك المدينة واقناعها بان تلك المناطق تسعى للاستقلال والانسخلاخ عن ملدوفيا والانضام الى روسيا وانه يجب وضع حد ووقف هذا الطموح ، وكان هدف الدول الغربية اشعال حرب جديدة مع روسيا، بينما يستمر حلف شمال الأطلسي في التحريض والوعود بالدعم المالي والعسكري لهزيمة موسكو الذي بات على ابواب النصر في اوكرانيا

 

 

لقد استغل الغرب التوجهات القومية للرئيسة مولدوفا مايا ساندو التي لا تمانع في دفع قواتها إلى حرب جديدة لاشباع رغباتها في العمل تحت راية الناتو وقامت باشعال فتيل الفتنة من خلال التضييق على سكان المناطق الناطقة باللغة الروسية لارغام واجبار القوات الروسية على التدخل وبالتالي قد يتحول بلدها إلى ساحة حرب مشابهة للأوكرانية.

 

في التصريحات المتتالية للمسؤولين الروس فان موسكو لا تمانع بالتفاهم بشان بريدنيستروفيه وابقاءها  تحت سيادة مولدوفا، ولكنها تدعو لمنح سكان تلك المنطقة حقوقهم في استخدام لغتهم وثقافتهم، كما يحدث مع الأقليات في جميع أنحاء العالم. ولكن حكومة مولدوفا تصلبت في مواقفها ورفضت المطالب الروسية، مما دفع موسكو للتدخل في وساطة دبلوماسية لحل الأزمة.

الانعكاس من الحرب المحتملة يصل الى الدول العربية وخاصة منطقة الشرق الاوسط التي لم تعدد تحتمل حربا جديدة في العالم ترفع اسعار السلع الاولية كالقمح والنفط وباقي المواد الاولية وقد يتم اغلاق منافذ بحرية وبرية يعرقل وصول البضائع الى المنطقة

 

الغرب، وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل على زج الدول العربية والإسلامية في خضم الصراع، مما يجبرها على الوقوف إلى جانبهم. وهذا لا يخدم مصلحة أي دولة عربية بتبني موقف محايد، بل يزيد الضرر مئات المرات، خاصة وأن الهدف الأساسي هو ضعف روسيا وجعل الدول العربية المتقاربة معها تدور في فلك الناتو وهباته وعطاءاته.

 

شاهد أيضاً