الورقة الأمريكية لوقف النار في لبنان.. هل تنجح في فصل الساحات؟

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تهدئة الأوضاع في لبنان عبر تقديم مسودة ورقة تهدف إلى تهدئة الأوضاع هناك، وسط تحذيرات من أن الهدف الرئيس من هذه الورقة هو محاولة كسر وحدة الصف المقاوم بين الساحات اللبنانية والفلسطينية، خدمةً للمصالح الإسرائيلية والأمريكية.

ويرى كتاب ومحللون سياسيون، أن الولايات المتحدة تسعى لإدارة الأزمة بدلاً من حلها، عبر محاولة تفكيك التلاحم بين المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.

ويؤكد الكتاب والمحللون أن هناك صعوبة لفصل الجبهة اللبنانية عن الوضع في غزة، خصوصًا أن تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كانت تؤكد أهمية التماسك بين جبهات المقاومة، كوصية له للاستمرار والتضحيات التي قدمها حزب الله ومحاولة فرض شروط استسلامه تجعل مل ذلك من الصعب تنفيذ الورقة.

ويرون أن الورقة الأمريكية تفتقر إلى حلول مستدامة، وأن هناك بنوداً فيها تثير جدلاً واسعاً داخل الأوساط اللبنانية، لاسيما المتعلقة بمنع تسليح حزب الله وضمان الرقابة الدولية.

وفي ما يتعلق بتوقيت طرح الورقة، يعتقد المحللون أن الولايات المتحدة تسعى إلى إرسال رسائل للدول العربية وحلفائها في المنطقة، بهدف استباق أي تحرك سياسي عربي أو إسلامي يمكن أن يطرح لمحاسبة إسرائيل أو لفرض ضغوط وعقوبات دولية عليها.

ويشير الكتاب، إلى أن هذه الخطوة الأمريكية تأتي كذلك لرفع الحرج عن الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، ما يجعل الورقة وسيلة لحماية هذه الدول من الانتقادات خاصة بعد القمة العربية الإسلامية الأخيرة في الرياض.

وأكد المحللون أنه ما دامت المواقف العربية الصامتة مستمرة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، والمجتمع الدولي يبدو عاجزاً عن كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن حرب الإبادة سوف تستمر.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً