((( حديث القدس )))
كالمهرج وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على منصة الكونغرس ، وبث كل ما جعبته من سموم وأكاذيب ، محاولا تشويه صورة الحق الفلسطينية ، وقلبها إلى باطل ، بادعاءات زائفة ، لا يمكن لاي إنسان حر وشريف ان يقبل بها ، لانها كانت بعيدة كليا عن المنطق ، وفيها الكثير من التلفيق ، الذي حظي بالتصفيق من قبل الاميركيين الذين يعتبرون نتانياهو الشريك والصديق ، الذي يقف في طريق الحق والعدالة …
نتانياهو قاتل الأطفال والنساء ، استعرض ما وصفها بطولات جيش الاحتلال الذين قتلوا اهل غزة ودمروا القطاع على راس ناسه وسكانه مدعيا ان الحرب الاسرائيلية قتل فيها أقل عدد من المدنيين ، بينما الحقيقة التي يعرفها العالم جيدا ودون مواربة ، ان اسرائيل ، لم تقتل فحسب المدنيين ، بل دمرت كل مقومات حياتهم ، وجعلت مستقبلهم في مهب الريح وتحت نيران جحيم لا يرحم ..
مارس نتانياهو وجيشه حرب التجويع والعطش وتسببوا بالأمراض وانتشار الاوبئة ، وفرضوا رحلة النزوح اليومية على مواطني غزة ، ويطل نتانياهو برواية كاذبة مفادها ان إسرائيل ادخلت المساعدات والأغذية والدواء ، وان حماس هي من سرقتها وفرضت على المواطنين التجويع ، والحقيقة ان كافة المنظمات الدولية ادانت تعمد اسرائيل لتجويع مواطني قطاع غزة والهجوم على حماس هو محض افتراء وهراء ..
احتضن الكونغرس الاميركي ( مجرم حرب) كما نوهت عضو مجلس النواب الأمريكي، من أصول فلسطينية رشيدة طليب التي رفعت لافتة كتب عليها “مجرم حرب” أمام نتنياهو خلال خطابه الفاشل كما قال عضو الكنيست عن حزب “العمل” جلعاد كاريب مشيرا إلى أن تجاهل نتنياهو لصفقة الأسرى هو تذكير مؤلم لماذا يجب الإطاحة به وبحكومته الفاشلة في أسرع وقت ممكن، وكما قال زعيم المعارضة يئير لابيد الذي اعتبر ان ساعة كاملة من الخطاب دون التطرق لصفقة التبادل هو عار كبير ..
جاء نتانياهو إلى واشنطن ليطلب تسريع الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في اشارة واضحة إلى فشله وفشل جنوده بتحقيق غايات الحرب الأجرامية ، وليستعطف الطبقة السياسية الاميركية التي ينطوي عليها هذا الخطاب الزائف والمخادع .
لقد أتهم كبار قادة الجيش والامن في اسرائيل نتانياهو في رسالة للكونغرس قبل الخطاب بانه مجرم حرب وانه يمثل تهديدا وجوديا لأمن اسرائيل والولايات المتحدة ، وتتم مكافأته من الكونغرس بتصفيق حاد لأكاذيبه ، رغم ادراكهم ان من وقف على منصة الكونغرس ، مطلوب للمحاكمة في الجنائية الدولية نظرا لانه يتزعم كيانا مجرما يقوم على حملة تطهير عرقي لم يشهدها التاريخ بحق الشعب الفلسطيني ..
لا يتحمل نتانياهو وحده مسؤولية نكبة الشعب الفلسطيني، التي تتخللها الابادة والمجازر ، بل ان الولايات المتحدة هي الدولة الشريكة التي ترعى وتدعم ارهاب اسرائيل ، وهي من تلطخت أيديها بدماء الفلسطينيين من أطفال ونساء ، وما السلاح الاميركي الذي تتزود به اسرائيل ، إلا وسيلة لتحقيق غايات الاميركيين ..
يعتقد نتانياهو انه سينتصر على ما وصفه محور الشر ويريد ان تكون القدس عاصمة ابدية لإسرائيل ، عندما نصب سيركا احتشد بالأكاذيب ، ولكن حقيقة الابادة والقتل والتجويع والتدمير ستبقى ساطعة كوصمة عار في تاريخ نتانياهو وحكومته اليمينية المتطرفة ، والتاريخ لن يرحم من ألقى أسوأ خطاب ، وجيشه يقتل ويذبح الفلسطينيين ، من على منصة النفاق والخداع لاسياده الاميركيين