اليأس يسيطر على عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة

السياسي – قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يائسة في ظل مماصلة حكومة بلادهم بإبرام صفقة تبادل للأسرى وهي تخشى أكثر من أي وقت مضي على مصيرهم.

وأبرزت الصحيفة أن المزيد من الأسرى الإسرائيليين يقتلون فيما اليأس يتزايد مع استمرار تعثر المفاوضات غير المباشرة لإبرام صفقة تبادل تحررهم من غزة.

-خشية من مصير الموت

ذكرت الصحيفة أنه عندما تلقى “غيلي رومان” مكالمة هاتفية من الجيش الإسرائيلي في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، كان الخبر السعيد أن شقيقته “ياردن رومان غات” ستُطلق سراحها من الأسر في صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.

وأبرزت الصحيفة أن العديد من الأسرى عادوا إلى ديارهم موتى في الأشهر الأخيرة، مما عمق المخاوف من أن الوقت ينفد وأن العودة الآمنة للأسرى قد تتعارض مع الهدف الإسرائيلي الحربي المتمثل بمواصلة الحرب.

ونقلت الصحيفة عن رومان، الذي لديه قريب آخر هو “كرمل جات”، من بين الأسرى المتبقين في غزة “ما يحدث الآن هو أن العائلات لديها شعور معاكس”، مضيفا أن “الأمر يتعلق بمن سيتلقى مكالمة هاتفية تفيد بالعثور على جثة أحد أفراد عائلتك أو إعلان وفاته”.

وذكرت الصحيفة أنه من بين حوالي 250 أسيرا خلال هجوم 7 أكتوبر، لا يزال 116 محتجزين، بما في ذلك العديد من الأسرى الذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم.

وقال وسطاء في محادثات الرهائن ومسؤول أمريكي مطلع على آخر المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون على قيد الحياة قد يصل إلى 50 شخصا.

وذكرت الصحيفة أن هذا التقييم، الذي يستند جزئياً إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية، يعني أن 66 من الأسرى الذين لا يزالون محتجزين قد يكونون في عداد الموتى، أي أكثر بـ25 شخصاً مما اعترفت به الحكومة الإسرائيلية علناً.

-تراجع إسرائيلي

بحسب الصحيفة أبلغت حركة حماس أخبرت الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار أنها لا تعرف عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء، علما أنها حذرت مرارا من أن الوقت ينفد أمام فرص إنقاذهم.

وقد أعيدت جثث 19 أسيرا إلى “إسرائيل”، من بينهم ثمانية في الأشهر الثلاثة الماضية. وقررت السلطات الإسرائيلية أن 41 أسيرا آخرين قتلوا.

كما لا يزال ثمانية أسرى يحملون الجنسية الأمريكية في غزة، من بينهم ثلاثة أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن مقتلهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الأسرى الأحياء أو الموتى شكل مشكلة في محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر.

ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية كانت في البداية غير راغبة في قبول جثث القتلى للوفاء بعدد الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من أي صفقة، لكن تراجعت وأعلنت أنها ستقبل جثث القتلى.

وقد علقت المحادثات حول ضرورة التوفيق بين مطلب المقاومة الفلسطينية بإيجاد مسار لإنهاء الحرب وإصرار “إسرائيل” على مواصلة حرب الإبادة.

وحذرت الصحيفة من أن المجزرة الإسرائيلية في مخيم النصيرات للاجئين قبل أسابيع التي تم فيها استعادة أربعة أسرى إسرائيليين ستجعل ظروف الأسرى المتبقين أسوأ.

ونقلت الصحيفة عن “غرشون باسكين” وهو مفاوض إسرائيلي في صفقة 2011 مع حماس مقابل الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” إن “حماس عادة ما تكون منضبطة للغاية بشأن الحفاظ على سرية مكان وجود أسراها الذين غالباً ما يتم نقلهم في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وأضاف “لم يستخدم الآسرون الأربعة الذين كانوا يحرسون شاليط لأكثر من خمس سنوات الاتصالات الإلكترونية ولم يكن لديهم أي اتصالات أو معارف في غزة”.

-مطالب بصفقة تبادل فورية

في هذه الأثناء أجرت شبكة (بي بي سي نيوز) مقابلة مع الأسيرة الإسرائيلية السابقة في غزة “آدا ساجي” التي طالبت بصفقة تبادل فورية لاستعادة جميع الأسرى الإسرائيليين.

وقالت ساجي التي تم إطلاقها سراحها في صفقة تبادل جزئية جرت في نوفمبر الماضي إنه “لا توجد فرصة لفعل شيء معهم في غزة. على (إسرائيل) أن تنفذ الاتفاق لوقف الحرب، وإعادة كل هؤلاء الأسرى الأحياء والأموات”.

وأكدت الأسيرة الإسرائيلية السابقة في غزة أنه تم الاعتناء بها خلال فترة أسرها وتقديم الطعام لها، كما تم إحضار طبيب لفحص حالتها وعلاجها من بعض الحروق التي أصيبت بها أثناء أسرها.

وأضافت “منذ البداية قال لي أحد الآسرين انت مثل أمي وأنا أعتني بك، لم أصدق ذلك، لكن الأمر كان هكذا لأنه أعطاني الدواء وحاولوا الحفاظ على صحتنا”.

شاهد أيضاً