السياسي – تدرس اليونان إرسال قوة هندسية إلى قطاع غزة في إطار تنفيذ خطة الرئيس ترامب “اليوم التالي” للقطاع، ومن المتوقع أن يُطرح هذا الموضوع في اجتماع يُعقد يوم الاثنين بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
ووفقًا للقناة 12 الإسرائيلية تشجع إسرائيل اليونان على المشاركة الفعّالة في مستقبل غزة، ويعمل البلدان على تعزيز العلاقات في محاولة للحد من النفوذ التركي.
ويقول مصدر سياسي إسرائيلي: “أبدت اليونان بالتأكيد استعدادها للمشاركة في مرحلة ما بعد العمليات في غزة، وهو أمر يهمنا أيضاً، بدءاً من قوة الاستقرار الدولية وصولاً إلى أمور أخرى”.
ويوضح المصدر نفسه أن إسرائيل ترغب في وجود يوناني ضمن قوة مستقبلية في القطاع، لكنه يؤكد أنه لم يتم الاتفاق بعد على أي تفاصيل محددة.
ويضيف المصدر: “اليونان مستعدة للمشاركة، ولا أتوقع أن ترسل قوات قتالية، لكن قد يكون إرسال قوات مساعدة من نوع ما، كالقوات الهندسية، خياراً مطروحاً”.
يضيف البروفيسور سوتيريس سربوس، المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليوناني، في حديثه للقناة “جميع الدول المعنية بالعملية، وعلى رأسها إسرائيل، بالإضافة إلى جهات فاعلة رئيسية أخرى، تُفضّل مشاركة اليونان في المرحلة المقبلة في غزة.
من المهم للغاية بالنسبة لإسرائيل تحديد الجهة التي ستشارك في القوة المستقبلية في المنطقة، وتحت أي تفويض”. ويقول إن الرؤية السياسية الجديدة لليونان تدفعها إلى محاولة أن تصبح لاعباً أكثر نفوذاً وانخراطاً في الشرق الأوسط
وأُعلن الأسبوع الماضي عن استعداد اليونان للمشاركة في العمليات العسكرية في غزة، وذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية اليوناني استعداد بلاده لإرسال قوة لحفظ السلام إلى المنطقة.
وقال: “تتمتع اليونان بتحالف استراتيجي فريد مع إسرائيل في جميع المجالات”، مؤكداً أيضاً على العلاقات الودية التي تربط اليونان بالدول العربية.
من المتوقع عقد قمة في القدس يوم الاثنين، حيث يستضيف نتنياهو رئيس وزراء اليونان ورئيس قبرص. ومن المتوقع أن يناقش القادة عدداً من القضايا المتعلقة بتعزيز التعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
يأتي تحسن العلاقات بين إسرائيل واليونان نتيجةً لضرورة احتواء خصم مشترك: تركيا. فبينما تخشى إسرائيل التدخل التركي في غزة وسوريا وتسعى للحد من نفوذها المتزايد في المنطقة، تشعر اليونان أيضاً بقلق بالغ إزاء أنقرة.
وقد تصاعدت التوترات بين اليونان وتركيا مؤخراً بشأن الحدود البحرية للجزر اليونانية. فبينما يرغب اليونانيون في ممارسة حقهم في مياههم الإقليمية، يعارض الأتراك ذلك بشدة، ويعتبرونه رسمياً ذريعةً للحرب.
وأفادت وسائل إعلام يونانية مؤخراً بمبادرة جديدة للتعاون الثلاثي بين تل ابيب وأثينا ونيقوسيا لمواجهة التهديد التركي. ووفقاً للتقرير، تدرس الدول تشكيل قوة رد فعل سريع مشتركة تضم سفناً وطائرات وما يصل إلى 2500 مقاتلة مشتركة.
ويكشف أيضاً أن اليونان تدرس دوراً مستقبلياً في سوريا في ضوء انخراط تركيا العميق في دمشق.
وفي الوقت نفسه، يوضح أنه على الرغم من وجود “إرادة سياسية” للقيام بدور، إلا أنه لا توجد خطة واضحة في هذا الشأن.
ويقول: “نريد المشاركة في غزة، وكذلك في أماكن أخرى تتطلب حماية الأقليات”، مؤكداً أن جزءاً من الدافع اليوناني هو منع امتداد الأحداث في سوريا إلى شرق المتوسط.





