امرأة الموساد ، قصة موردخاي فعنونو

بقلم مهند طلال الاخرس

امرأة الموساد ، قصة موردخاي فعنونو كتاب من تاليف بيتر هونام وترجمة ابراهيم محمد ابراهيم. والكتاب يقع على متن 220 من الصفحات وهو من اصدارات ومنشورات الجمل في لبنان سنة 2002.

الكتاب يتناول قصة مردخاي فعنونو العامل الفني في مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي، واسرار المفاعل وتاربخه وعمله حتى بوحه باسرار المفاعل لجريدة الساندي تايمز البريطانية.

الكتاب وعبر فصوله الاحدى عشر يقدم تفصيلا دقيقا وشاملا لقصة فعنونو منذ المولد في المغرب وهجرته لاسرائيل ودراسته هناك وحتى عمله في مفاعل ديمونة وتركه للعمل وسفره للخارج وحديثه عن المفاعل عبر صفحات جريدة الساندي تايمز البريطانية وحتى استدراجه من قبل عميلة المخابرات الاسرائيلية سيندي واختطافه الى تل ابيب ومحاكمته هناك.

الكتاب وعبر عناوين فصوله الاحدى عشر : [العثور على فعنونو، حبيس لندن، اين فعنونو، الخروج للعلن، الموساد تتحرك، الانجذاب القاتل، الاختطاف، تعقب سيندي ، العامل الامريكي، اارقص مع الشيطان، دموع التماسيح..] جاء باسلوب الاستقصاء الصحفي السلس والمشوق والذي يبث الفضول في نفس القاريء علاوة على تحفيزه للقاريء لمعرفة قادم الاحداث وما الذي سيجري في الصفحات والفصول القادمة …

هذا الكتاب تسجيل حي لأحداث وقعت تفاصيلها
في شهر سبتمبر من عام1986حين قرر موردخاي فعنونو أن يصبح مطلق صفارة الإنذار ويلتقي بصحفي الساندي تايمز ويخبرهم باسرار مفاعل ديمونة الاسرائيلي. لتكون فضيحة ديمونا الاكبر بعد ان اعتلت فضيحة ايران غيت الصدارة لسنوات طوال ..

وما ان بدا لسان فعنونو بالثرثرة حول ديمونا حتى تمّ تعقبه بواسطة فريق استهداف في الموساد وتم استدراجه من بريطانيا الى روما ومن ثم اختطافه الى تل ابيب ومحاكمته وسجنه هناك..

ورغم الاحتياطات منه ومن صحيفة الساندي تايمز إلاّ انه وقع في الشرك المنصوب له. فما كان يخطو خارج إحدى الطائرات في روما بعض الخطوات حتى وقع المحظور…

غادر فعنونو درجات الطائرة في روما وهو يترقب مبتهجاً فضاء عطلة قصيرة وجميلة مع امرأة أمريكية شابة شقراء كان قد التقى بها في لندن -مصادفة حسب اعتقاده- لتنمو بينهما علاقة صداقة تتطور ليرافقها في زيارة لاختها في ايطاليا وهناك كان الموساد بانتظاره بعد استدراجه بواسطة صديقته الشقراء ليتم تخديره واختطافه من قبل الموساد ومن ثم اقتياده مخدرا الى تل ابيب حيث شرع بالتحقيق معه ومحاكمته بسبب تحدثه الى جريدة الساندي تايمز عن اسرار مفاعل ديمونا حيث كان يعمل.

إن قصة فعنونو التي تفجرت في الساندي تايمز اللندنية في الخامس من أكتوبر عام 1986 أخبرت العالم دون تجمل في استخدام الألفاظ أن [إسرائيل] كاذبة في هذه القضية الحيوية. وحين تنكر [إسرائيل] أنها سادس أكبر قوة نووية في العالم أو حتى أنها لا تملك سوى مجرد قنبلة ذرية بدائية واحدة فهي بذلك تتحدى القوى العربية بسخرية كي تصدر عنها استجابة. ولقد أمكنها أن تتوقع بوضوح الاستجابة المحتملة.

وكما كان يحدث في الماضي تململ الدبلوماسيون في وزارة الخارجية في الولايات المتحدة الأميركية وفي وزارة الخارجية البريطانية والدول الصديقة لها في الخارج ثم ظلوا في صمت وسكينة. إذ كانوا بالطبع يعلمون أن إسرائيل كانت تهزأ بالمبادرات الدولية الخاصة بعدم انتشار الأسلحة النووية كما كانوا يعلمون أنه حين ترى [إسرائيل] وهي تفلت بنشاطها النووي فإن الدول الأقل وداً سوف تقاوم الضغط الذي يمارس عليها كي تحد من طموحاتها النووية.

لذا فإن هذا الكتاب هو محاولة لعرض الأحداث التي وقعت وفضح أفعال المسؤولين عن سقوط موردخاي فعنونو المأساوي بسبب محاولته إلقاء الضوء على دور الحكومات التي ساندت عملاً من الأعمال المنافية للشرعية والإنسانية بل وغضت النظر عنه رغم ما يصيب به النفس من غثيان أو تلك الدول التي ساعدت إسرائيل على تطوير القنبلة.

كذلك يكشف هذا الكتاب عن جوانب شخصية وفكرية و انسانية في شخصية فعنونو، علاوة على كشفه جوانب خفية من قصة فعنونو إذ كيف تم على وجه الدقة انتشاله من إيطاليا وإعادته إلى [إسرائيل]، وتتبع الموساد الدقيق له، والتخطيط الدقيق لخطفه منذ بداية الثرثرة على لسان فعنونو والدول والدوائر والشخصيات المساهمة بذلك،اضافة الى دور [اسرائيل] في عمليات خطف سرية تورط فيها الموساد لمصلحة اجهزة ودول اخرى، حيث مارس الموساد اعمال مقاولة بخطف علماء ومعارضين لانظمة تقيم علاقات مميزة مع اسرائيل، وعقود المقاولة هذه تمثلت بحوادث خطف مشابهة لحادثة فعنونو وحوادث سرقة واغتيال وتصفية وتفجير وتخريب وتدمير وما الى ذلك من اعمال المخابرات السوداوية والمجرمة بما يتلائم مع شخصية هذا الكيان المصطنع ودوره الوظيفي كثكنة عسكرية وامنية تشكل منطقة عازلة وصانعة للقلاقل والحروب وتنفذ اعمال المقاولة من الباطن لمصلحة الامبريالية والنظام الدولي العميق.

 

شاهد أيضاً