السياسي – أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فشل واشنطن العام الماضي في إبرام صفقة وشيكة مع اليابان لإنتاج صواريخ توماهوك بشكل مشترك، وهي التي كان من شأنها مضاعفة إنتاج هذه الصواريخ التي تعد أحد أهم الأسلحة في الترسانة الأمريكية، لولا معارضة داخلية أبدت تخوفها من الإضرار بالاقتصاد الأمريكي وتعريض التفوق التكنولوجي الأمريكي للخطر.
وقالت الصحيفة في مقال لفريقها التحريري: إنه “مع تزايد التهديدات في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، هناك تحذيرات من نفاد المخزون الأمريكي من هذه الصواريخ حال نشوب حرب طويلة الأمد؛ حيث فقد الجيش الأمريكي أكثر من 2300 صاروخ توماهوك كروز على مدى نحو 34 عاماً، منذ بداية استخدامها عام 1991 خلال عملية عاصفة الصحراء في العراق، وصولاً إلى 30 صاروخاً أطلِق لتدمير أجزاء من الترسانة النووية الإيرانية”.
وأضافت أن “واقعة توماهوك الأخيرة تكشف عن مشكلة جوهرية لدى الأمن القومي الأمريكي، وهي أن الولايات المتحدة وحدها لا تستطيع مواكبة القدرة الصناعية الصينية المتنامية، والتي تُترجم مباشرةً إلى قوة عسكرية”.
وشرح أن الصين تمتلك نحو 28 بالمئة من الإنتاج الصناعي العالمي، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 17 بالمئة.
وأوضحت الصحيفة أنه “بحسب بعض الإحصاءات، فإن بكين تحصل على أنظمة ومعدات أسلحة متطورة أسرع بخمس إلى ست مرات من الولايات المتحدة. كما يمكن لحوض واحد لبناء سفن صينية، أن يشيد سفناً أكثر مما تبنيه أحواض بناء السفن الأمريكية جمعاء”.
وحذرت من أن “المنافسات بين القوى الصاعدة والقوى الراسخة، غالباً ما تنتهي بحروب كارثية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة في حاجة إلى إعادة النظر في نهجها تجاه التحالفات في عالم لم تعد فيه أمريكا القوة العظمى المهيمنة”.
وأشارت إلى الجوانب السلبية لسياسات ترامب إزاء أوروبا على الاقتصاد العسكري الأمريكي، ما دفع بعض الدول الأوروبية إلى التفكير في الاستعاضة عن بعض الأسلحة الأمريكية كأنظمة الدفاع الصاروخية وطائرات إف 35.
وكذلك في آسيا؛ ففرض تعريفات أمريكية على الهند، “قوّض جهود 25 عاماً لبناء تحالف مع الهند ضد الصين”، إضافة إلى تركيز ترامب خلال مفاوضاته مع اليابان على الأرز بدلاً من الإنتاج العسكري.
وأكدت الصحيفة أنه “يتعين على الولايات المتحدة، طمأنة الدول التي تشاركها قيمها بأنها لا تزال ملتزمة تجاهها، مع إصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات في العالم النامي، حيث أدت تخفيضات المساعدات وغيرها من أدوات القوة الناعمة إلى إفساح المجال أمام بكين”.
وختمت بالقول إنه “يتعين على واشنطن إيجاد أرضية مشتركة وتحالفاتٍ تتجاوز حدود المجال العسكري”.








