لا تيأس الولايات المتحدة الاميركية من محاولات تلميع تصرفاتها الخارجية والتي دائما تأتي على حساب دول العالم الثالث وفي احيان اخرى على حساب حلفاءها.
فبعد فشلها في الضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لوقف الحرب في غزة، ورضخت لشروطه التي قدمها تعديلا لما قدمه بنفسه سابقا من بنود مبادرة اعلن عنها لرئيس الاميركي جو بايدن بنفسه، عاد البيت الابيض ليحمل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات، كما حملهم مسؤولية القتل والدمار الذي تم باسلحة اميركية خالصة،
ويتوافد مبعوث اميركي بشكل شبه يومي الى المنطقة ، يحمل معه في كل مرة مبادرة مختلفه، وكان الهدف هو الاستمرار في قتل الفلسطينيين.
الفشل الاميركي لم يتوقف في غزة، فقد سجل ايضا حضورا في مؤتمر سويسرا لدعم اوكرانيا، حيث سحبت دولا وازنه توقيعها على البيان الختامي، رافضة ان تكون شاهد زور على مبادرة الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي ، وبان هذا الفشل اثناء التحضير للمؤتمر، فغفا الرئيس الاميركي الداعم والمخطط لانعقاده ولم يحضر.
تعود واشنطن الى فكرة “منصة القرم” القديمة، التي طالما استهلكتها دولا ومنظمات ، لتعلن عن انعقادها في العاصمة الاوكرانية هذه المرة ، ليس الهدف البحث عن وسائل سلام او طرح فكرة معينة، بل محاولة جديدة لجمع حلف جديد ضد روسيا والصين، ووتبهير صورة مزورة تتحدث عن جرائم روسية بحق تتار القرم ، والبحث في استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا بعد استطلاع واستفتاء ساحق في العام 2014.
تعمل الولايات المتحدة عى حشد دولا من العالم الثالث ومنظمات سياسية ترفع شعار الانسانية في المؤتمر الذي تحتضنه كييف في اكتوبر المقبل ، سيعقبه مؤتمر برلماني يعقد بالعاصمة اللاتفية ريغا ، ليناقش ما سيتمخض عنه مؤتمر منصة القرم في العاصمة الاوكرانية .
المفاجاة التي لم تغب ان كييف، الداعمة الابرز للمجازر الاسرائيلية في غزة، تبحث عن حقوق تتار القرم، وهي من التي شنت مئات الغارات الجوية على تجمعاتهم في شبه الجزيرة وقطعت عنهم خطوط المياة والغاز والطرق التي توصلهم باليابسة فيما كانت وزارة الدفاع الاوكرانية تجندهم قسرا في صفوف قواتها المسلحة وتزجهم في مقدمة الجيش والمناطق الساخنة ، ولم يعد غالبيتهم الى الديار اي انها ضحت بهم وحولتهم الى فئران تجارب، بالاضافة الى انها عملت خلال حكمها على عمليات قمع وتنكيل وحرمات لحقوق هذه الفئة ومنعتهم من ممارسة طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم.