أفادت مصادر خاصة بانتهاء حالة التوتر التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية بين قوات الحكومة السورية ومجموعة القيادي الفرنسي عمر أومسين، وذلك عقب تدخل عدد من القادة المهاجرين للتوسط وحل الخلاف.
ويُذكر أن عمر أومسين، وهو فرنسي الجنسية وقائد كتيبة “الغرباء الفرنسية”، يدير مخيمًا خاصًا بالفرنسيين، ويملك محكمة مستقلة لا تعترف بمحاكم “المحرر”.
التوتر الأخير اندلع عقب فرار امرأة تُدعى سارة من المخيم، ما دفع أومسين لاعتقال امرأة ساعدتها ومعاقبتها بالجلد أمام زوجها وأطفالها، إضافةً إلى خطف ابنة الفارة، الأمر الذي تسبب بتصاعد الخلاف مع الحكومة السورية.
وأكدت المصادر أن الأزمة تم احتواؤها بعد تدخل قادة مهاجرين بارزين، مشيرة إلى أن القضية لا تتعلق بالمهاجرين عامة، إذ يشارك الآلاف منهم في صفوف الجيش الجديد، ونصفهم يتبعون للحرس الجمهوري المكلّف بحماية العاصمة دمشق.
وفرضت قوات الأمن السورية، طوقاً أمنياً حول مخيم في منطقة حارم بريف إدلب الشمالي، يُعتقد أنه يضم مقاتلين متطرفين من الجنسية الفرنسية، وذلك عقب رفض أحد قادتهم تسليم نفسه للسلطات على خلفية اتهامات بخطف فتاة.
وأوضح قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب، العميد غسان باكير، في بيان رسمي، أن القوات الأمنية “طوقت المخيم بشكل كامل وأقامت نقاط مراقبة على أطرافه”، مشيراً إلى أن العملية جاءت استجابة لشكاوى متكررة من الأهالي حول تجاوزات أمنية ارتكبتها مجموعة مسلحة يقودها المدعو عمر ديابي، المعروف باسم عمر أومسن.
وأضاف باكير أن الأجهزة الأمنية “حاولت التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لتسليم ديابي نفسه طوعاً”، غير أن المحاولات فشلت بعد أن تحصّن الأخير داخل المخيم مع عناصره، مؤكداً استمرار العمليات “لضمان تطبيق القانون وإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن اشتباكات محدودة دارت بين الطرفين خلال ساعات الليل، فيما تحدث شهود عيان عن انتشار مكثف لقوات الأمن في محيط المخيم ووصول آليات مزودة بأسلحة رشاشة، وسط أصوات إطلاق نار متقطع وانفجارات متفرقة.
وبحسب مصادر متقاطعة، تأتي العملية ضمن تحركات أوسع تهدف إلى ضبط الجماعات الأجنبية المسلحة في شمال غرب سوريا، في وقت تسعى فيه دمشق إلى التعاون مع باريس بشأن عدد من المقاتلين الفرنسيين المطلوبين للسلطات الفرنسية.
ويُعدّ عمر ديابي، وهو فرنسي من أصل سنغالي، أحد أبرز الشخصيات الجهادية التي انتقلت إلى سوريا عام 2013، حيث أسس فصيلاً يحمل اسم “فرقة الغرباء” يضم عشرات المقاتلين الفرنسيين وعائلاتهم. وقد صنفته واشنطن سابقاً على قوائم الإرهاب الدولي.
وتواصل الحكومة الانتقالية السورية منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 تنفيذ حملات أمنية في مناطق مختلفة من البلاد، في إطار مساعٍ لإعادة بسط سيطرة الدولة وتعزيز الأمن بعد مرحلة من الاضطرابات.