انحياز أم مهنية – العربية بين انتقاد العرب واحتفاء بإسرائيل

السياسي – منذ بداية العدوان على غزة تباينت الآراء حول تغطية وسائل الإعلام للأحداث هناك بين قنوات وصحف تعاملت بمهنية وأخرى انحازت للاحتلال.
ومن جملة تلك القنوات كانت قناة العربية ، حيث تعرضت لانتقادات واسعة بسبب تبنيها رواية الاحتلال فضلا عن موقفها الواضح من المقاومة.
-مواقف واضحة
ويمكن رصد مواقف القناة منذ بداية العدوان على غرة حيث تبنت رواية الاحتلال في عدة مناسبات كما عمدت لتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية العدوان.
وروجت العربية للإشاعات التي بثها إعلام جيش الاحتلال ومنها الكشف عن شخصية الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة.

-موقف من المقاومة
لا يخفى على متابعي القناة تبنيها خطا تحريريا معينا في تناول الأوضاع في المنطقة، ويبدو ذلك جليا في مضمون برامج ونشرات الأخبار فضلا عن الضيوف الذين تنتقيهم العربية.
وكررت العربية سواء في أخبارها أو على لسان ضيوفها تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية المجازر التي يرتكبها الاحتلال فضلا عن التأكيد على تحقيق هدف الاحتلال الأول والأهم وهو إزاحة حماس من السلطة في القطاع.

وظهر رئيس الوزراء الاحتلال الأسبق ⁧‫نفتالي بينيت‬⁩ على العربية زاعما بأن دولة الاحتلال حاولت حاولنا إقامة دولة فلسطينية في ⁧‫غزة‬⁩ لكن ⁧‫حماس‬⁩ حولتها لمنطقة إرهابية وليس “سنغافورة جديدة”، وفق قوله.

وعادت وأكدت القناة على أن حماس مصنفة إرهابيا في عدة دول، كما أن هناك توافقا دوليا على إنهاء الحركة سياسيا وعسكريا، كما زعم أحد ضيوفها.

وتحرص العربية على عدم وصف الاحتلال في سياق نشراتها الإخبارية أو برامجها، وتطلق عليه “الجيش الإسرائيلي”، وعلى العكس من ذلك تصف المقاومة بـ “المسلحين الفلسطينيين” و “مقاتلي حماس”.

-بين التجاهل والاهتمام
وتتجاهل العربية بث المقاطع المصورة التي تنشرها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة لعملياتها ضد الاحتلال، لكنها تبث مشاهد لجيش الاحتلال خلال معاركه في غزة.

وروجت القناة لرواية الاحتلال عندما ارتكب أواخر الشهر الماضي عدة مجازر ضد النازحين في رفح، ما أثار عاصفة انتقادات حادة.

وركزت العربية في تغطيتها على رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار الذي بات المطلوب الأول للاحتلال كما حملته مسؤولية فشل جهود التهدئة.

وأواخر كانون الثاني/يناير تعرضت قناة العربية “الحدث” لانتقادات واسعة، بعد نشرها مقطع فيديو مفبركا من غزة، يظهر فيه الناس وكأنهم يهتفون ضد حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.
ونقلت “الحدث” المقطع من حسابات إسرائيلية، دون الإشارة إلى أنه مفبرك.
وانتقد مستخدمو مواقع التواصل تغطية “الحدث” وانحيازها إلى رواية الاحتلال الإسرائيلي.

-انتقاء الضيوف
وتبدو العربية حريصة على انتقاء ضيوف ذوي مواقف تتفق مع القناة، وعلى سبيل المثال يظهر على شاشتها بشكل متكرر القيادي في حركة فتح أسامة العلي الذي كال “الشتائم” غير المقبولة في وسائل الإعلام للمتظاهرين المؤيدين للمقاومة الفلسطينية.
وعلى النقيض من ذلك يدخل مذيعو القناة باشتباكات كلامية وسجالات عندما يطرح الضيف أفكارا تتعارض مع توجهاتها كما حدث مع سفير فلسطين في بريطانيا حسام زملط.
و وبّخ السفير الفلسطيني، قناة “العربية”، بسبب صياغتها للأخبار المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
زملط وخلال استضافته من قبل مذيعة العربية ميسون عزام للحديث عن المظاهرات في لندن، رفض صياغة القناة لما يجري.
وقال: “اسمحيلي أخت ميسون التعليق على تقريريكم (طرفي صراع)، وأن (المظاهرات كانت من الجانبين)، ما شهدناه غير مسبوق، خصوصا من الشعب البريطاني من نصرة للفلسطينيين ورفض للظلم والعدوان”.
وأضاف: “مهم جدا عدم تبني مصطلحات مثل (طرفي الصراع)، لا يوجد طرفان، يوجد طرف واحد هو المحتل المعتدي الغازي المستعمر المحاصر، والشعب الذي يقبع تحت الاحتلال، فالمصطلح الأساسي هو عدوان حقيقي يرتقي إلى جرائم إبادة”.

وتكرر ذات المشهد مع الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، الذي وبخ مذيع قناة “العربية” طاهر بركة مجددا، بسبب حركة “حماس”.
وزعم طاهر بركة أن حركة “حماس” تقبل بحل الدولتين، ناقلا تشكيكا بجدوى ما فعلته في “طوفان الأقصى” بالسابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وقال البرغوثي مخاطبا طاهر بركة: “أنت لا تدير الحوار بشكل محترم، أنت ما لك منفعل؟”، مضيفا في حديثه لبركة: “عشر مرات عدت سؤالك، اسمحلي اسكت شوي عشان أحكي، ممكن تصمت عشان أحكي”.

-احتفاء “إسرائيلي”
واحتفى حساب “إسرائيل بالعربية” التابع للموساد بتصريحات كاتب سعودي ظهر على العربية مهاجما حماس.

وفي وقت سابق بثت قناة “مكان” العبرية تقريرا استعرضت التباين في تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة من خلال قناتي الجزيرة والعربية.
‫وأظهرت القناة العبرية في تقريرها، الفرق بين القناتين، حيث كانت الجزيرة تواكب تطورات الحرب على غزة وبث المقاطع المصورة لكتائب القسام، فيما كانت قناة العربية المملوكة للسعودية تنناول أخبار الرياضة والاقتصاد.‬

‫وذكر التقرير العبري أن هناك الكثير من الفجوات بين القناتين، حتى في المصطلحات والتعابير الإخبارية، إذ تصف الجزيرة الضحايا الفلسطينيين بالشهداء، بينما تعمد العبرية على وصفهم بالقتلى.‬
‫وبداية الحرب استضافت قناة الجزيرة أفيخاي أدرعي بوصفه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العربية كانت تصفه بالناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي.‬
‫كما أظهر التقرير الفرق بتعامل القناتين مع الحرب على غزة، حيث تكرس الجزيرة جل وقت بثها وخصوصا في نشرات الأخبار للأحداث في القطاع، بينما تكتفي العربية بـ 15 للحديث في هذا الشأن.‬
وفي الخامس من أيار/مايو الماضي، أغلقت حكومة نتنياهو مكاتب قناة الجزيرة.
وقوبلت هذه الخطوة بإدانة واسعة من الاتحادات الدولية للصحافة ومنظمات حقوق الإنسان باعتبارها اعتداء على حرية الصحافة.

شاهد أيضاً