تقارير عبرية:
الاتفاق الذي كان من المقرر توقيعه في تشرين الأول/أكتوبر 2023، والشروط لانضمامها إلى “اتفاقات أبراهام”. إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم، معنية بعلاقات مع إسرائيل لكنها تخشى الرأي العام المعادي. الرئيس سوبيناتو أوضح: العلاقات لن تقوم إلا إذا اعترفت إسرائيل بدولة فلسطينية. هذه الخطوات التي اتخذها دعماً لقطاع غزة.
إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، معنية بإقامة علاقات مع إسرائيل، لكنها تخشى الرأي العام المحلي المعادي. قبل مجزرة 7 تشرين الأول/أكتوبر كانت قد تبلورت تفاهمات بشأن انضمامها إلى “اتفاقات أبراهام”، لكن بعد اندلاع الحرب على غزة خرجت تظاهرات حاشدة ضد إسرائيل، ومنذ ذلك الحين عبّرت جاكرتا عن دعم واضح للفلسطينيين. التقرير يستعرض مصالح جاكرتا، وتصريحات الرئيس الإندونيسي، والعلاقات غير الرسمية القائمة أصلاً.
في إسرائيل، الآراء منقسمة بشأن احتمال أن توافق إندونيسيا على التطبيع قبل السعودية – إذ يُنظر إلى اتفاق مع الرياض كخطوة كاسرة للحاجز. فهناك من يعتقد أنّ إندونيسيا قد تسبق السعودية، ويأملون في دفء بالعلاقات، مثلًا في مجال السياحة. في المقابل، آخرون أكثر تشككًا، ويعتبرون أنّ الإندونيسيين غير مستعدين للخطوة بسبب حساسية الرأي العام، وأنهم سيجدون صعوبة في المضي بها قبل نهاية الحرب أو التوصل إلى اتفاق مع الرياض. مسؤول إسرائيلي بارز قال: “من المشكوك أن تكون إندونيسيا الأولى، لأنها تخشى الاحتجاجات والتظاهرات من المتطرفين. لذلك من المنطقي أن تنتظر السعودية”.
ومؤخرًا، ورد أنّ زوجين إسرائيليين جرى التحقيق معهما في بالي بشبهة إدارة أعمال عقارية، لكنهما أُخرجا من الدولة بعد جهود بذلتها وزارة الخارجية الإسرائيلية مع جاكرتا لإنهاء الحدث بسرعة وبهدوء. كما مُنع رياضيون إسرائيليون من دخول الدولة الإسلامية خلال العام الأخير، ما أدى إلى خسارتها استضافة عدة بطولات دولية.
أفادت وكالة أنباء محلية أمس بأنّ إندونيسيا حصلت لأول مرة على إذن لإسقاط مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. لم يؤكد أي مصدر إسرائيلي ذلك، لكن لم ينفه أيضًا. كما ورد مؤخرًا أنّ إسرائيل توصلت إلى اتفاق مع إندونيسيا لاستيعاب فلسطينيين من قطاع غزة.
المتحدث باسم الرئيس الإندونيسي أعلن أنّ بلاده ستعيد تأهيل منشأة طبية في جزيرة غالانغ غير المأهولة بهدف استقبال نحو ألفي جريح فلسطيني من غزة للعلاج وإعادة التأهيل. الخطوة إنسانية لعلاج المصابين حتى شفائهم – وبحسب الخطة سيعودون إلى القطاع، ولذلك لا تعتبر جاكرتا هذا إجلاءً للسكان. وتقع جزيرة غالانغ جنوب سنغافورة قرب سومطرة، وقد استخدمت سابقًا كموقع للاجئين من قبل الأمم المتحدة وكـ”مستشفى ميداني” لعلاج مرضى كورونا.
جاءت المبادرة بعد أشهر من اقتراح الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيناتو استقبال جرحى فلسطينيين في بلاده – وهو اقتراح أثار معارضة رجال دين بارزين حذروا من تشابه مع مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للهجرة الطوعية من غزة. سوبيناتو شدد أنّه يؤيد حل الدولتين و”يعارض بشدة أي محاولة لنقل الفلسطينيين قسرًا من وطنهم”. ومؤخرًا، قال خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ بلاده مستعدة لفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إذا اعترفت بدولة فلسطينية. وفي الوقت ذاته، تصدر إندونيسيا تحت الطاولة تأشيرات لرجال أعمال إسرائيليين مقابل 1200 دولار، وهو مبلغ مرتفع.
إندونيسيا هي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، ورابع أكبر دولة في العالم بعد الصين والهند والولايات المتحدة – إذ يبلغ عدد سكانها 282 مليون نسمة. في أعقاب اتفاقيات أوسلو، زارها رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين في 15 تشرين الأول/أكتوبر 1993 والتقى بالرئيس الإندونيسي آنذاك سوهارتو. ونتيجة الزيارة، فُتحت البلاد أمام السياح الإسرائيليين دون فتح تمثيل رسمي. وبعد انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة الحكومة عام 1996، ومع توقف محادثات السلام والجمود السياسي، أغلقت إندونيسيا عام 1997 أبوابها أمام السياح الإسرائيليين.
تاريخ التوقيع المستهدف – تشرين الأول/أكتوبر 2023
حاليًا، تخشى جاكرتا تطبيع العلاقات، لكن في الماضي أُجريت اتصالات سرية بين الدولتين حول التطبيع. مسؤول إسرائيلي مطلع على العلاقات قال: “في إندونيسيا، مثل باقي الدول، يريدون الوصول إلى الولايات المتحدة الكبرى، وهم يفهمون أنّ الطريق إليها يمر عبر إسرائيل”. وأضاف: “لا يوجد لديهم أي عداء تجاه إسرائيل. منذ عام 2018 كانت هناك اتصالات بدافع إقامة علاقات، لكن الأمر كان دائمًا مرتبطًا بالسعودية”. وشرح المسؤول أنّه حتى اليوم لا توجد علاقات قوية مع إندونيسيا: “العلاقة أكثر شكلية، وللأسف لن يحدث شيء قبل نهاية الحرب”.
بلغت العلاقات بين الدولتين ذروتها قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، حين أجرتا قبل عام من الهجوم المفاجئ اتصالات دبلوماسية مكثفة. وتم التوصل إلى تفاهمات لتوقيع اتفاق اقتصادي وقنصلي كخطوة أولى قبل إقامة علاقات دبلوماسية تشمل فتح مكاتب مصالح في إسرائيل وجاكرتا، وفتح مكاتب تجارة في رام الله. وكان المكتب الإندونيسي في إسرائيل سيقدم خدمات قنصلية للإسرائيليين الراغبين في زيارة إندونيسيا. وقد جرى التوصل إلى هذه التفاهمات خلال اجتماع بين وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين والمدير العام السابق لوزارة الخارجية رونين ليفي مع مستشار الرئيس الإندونيسي. وكان من المفترض توقيع الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر، لكن اندلاع الحرب في بداية الشهر قلب الطاولة.
في نيسان/أبريل 2024 كشف موقع ynet وصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّه بعد أشهر من الاتصالات السرية، التزمت إندونيسيا أمام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. في المقابل، كانت إسرائيل سترفع اعتراضها على انضمام إندونيسيا للمنظمة. وللانضمام إلى المنظمة، تحتاج الدولة إلى إجماع الدول الـ38 الأعضاء، وإقامة علاقات مع جميعها.
طلبت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من إسرائيل “ألا تعارض” الخطوة، لكن نظرًا لتصريحات إندونيسيا ضدها منذ اندلاع الحرب ودعمها الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي متهمةً إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية – فقد عارضت إسرائيل. وأبلغت القدس جاكرتا أنّ عليها القيام بخطوة تجاه إسرائيل تدل على نيتها تطبيع العلاقات في نهاية العملية.
يديعوت احرونوت