كتب د. راسم بشارات – دكتوراه في دراسات غرب آسيا ومختص في الشأن اللاتيني
منذ سبعينيات القرن الماضي، بدأت ملامح الموقف في أمريكا الجنوبية من القضية الفلسطينية تتشكل في ظل تحولات عالمية عميقة. فبعد أزمة النفط عام 1973، حين قررت السعودية وقف إمداداتها للغرب عقب اندلاع حرب أكتوبر بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وجدت دول أمريكا الجنوبية نفسها أمام واقع جديد أعاد تعريف علاقاتها بالعالم العربي وبالقضية الفلسطينية تحديدا.
ففي تلك المرحلة، انحازت غالبية عواصم القارة، ولو بشكل رمزي، إلى الموقف العربي في المحافل الدولية، وسمحت بفتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية ضمن بعثات جامعة الدول العربية، في خطوة حملت أبعادا سياسية أكثر مما كانت دبلوماسية.
لكن هذا الموقف اكتسب زخما غير مسبوق مع مطلع الألفية الجديدة، حين اجتاحت القارة ما عرف بـ”المد الوردي”، صعود حكومات يسارية من فنزويلا إلى البرازيل وبوليفيا والأرجنتين وتشيلي، رفعت شعارات مناهضة للاستعمار وللهيمنة الأمريكية.





