وكأن لاوربا عين واحدة، لا تنظر الا لحدث واحد فقط في الكرة الارضية، تركز على الحرب الروسية الاوكرانية، وتكيل الاتهامات لموسكو، فيما ترمي صور ومشاهد ابشع الجرائم التي يرتكبها بنيامين نتنياهو في غزة خلف ظهرها، وتتغاضى عنها، بل وتدعمه بأعتى انواع الاسلحة وتغطيه سياسيا وترفض اي تضامن محلي مع الضحايا.
يجاهر الاتحاد الاوربي بالكيل بمعيارين، فهو يعمل على انشاء محكمة اوربية لمحاكمة روسيا على عملياتها العسكرية في اوكرانيا، تلك العملية التي شنتها موسكو دفاعا عن امنها القومي، ضد نظام الرئيس فلوديمير زيلينسكي الذي كاد ان يقيم القواعد التجسسية على اراضية مستهدفا ومستفزا روسيا، فيما تشن قوات الاحتلال حربا لا هوادة فيها ضد مدنيين في غزة قتلت واصابت وهجرت اكثر من مليوني انسان يعيشون حياة صعبة لم يشهد التاريخ مثلها في حروبة مجتمعة.
لم تتحدث اوربا عن محاكمة نتنياهو او جيشة على ما ارتكبوه من جرائم ضد الانسانية وهي التي ترفع لواء الدفاع عن الحقوق والحريات والحياة الكريمة ، وركزت على مساحات قليلة من الدمار في اوكرانيا وقامت قائمتها متناسية عمليات التطهير الجغرافي والعرقي في غزة، بل وقامت بتقديم الدعم الكامل لاسرائيل بحجة حقها في الدفاع عن نفسها
تحارب روسيا دولة منظمة وجيش نظامي وتركز عملياتها على المناطق العسكرية ومخازن الاسلحة، فيما تقوم اسرائيل باستهداف الخيم والمدنيين والمستشفيات ، واقدمت على ابادة جماعية فاقت التصورات واستهدفت الاكاديميين والاطباء والمفكرين والفنانيين والصحفيين وعائلاتهم.
تمعن اوربا بهذه الخطوة التي تتم من دون غطاء اممي ، حتى الولايات المتحدة الحليف الاكبر لها، رفضت المشاركة فيها، واعتبرتها خرافة وفقاعة ستنتهي سريعا، ذلك بعد ان نفضت كفها من سلوك الرئيس زيلينسكي الذي وصفه الرئيس الاميركي دونالد ترامب ابان حملته الانتخابية بانه اغنى متسول في التاريخ ، والغارق في الفساد هو ومجموعة من محيطة السياسي والعسكري.
تضع الدول الاوربية نصب عينيها، محاولة انشاء محكمة ، وان كانت غير قانونية ، تشارك فيها عدة دول خاصة من دول العالم الثالث التي باتت تسمى بالعالم الجنوبي، هذه الدول تلقت مغريات كثيرة من اوربا، اهمها فتح ابواب الاستثمار مستقبلا في اوكرانيا وخاصة قطاعات زراعة القمح الذي تسيطر عليه اميركا اصلا، بالاضافة الى اعادة الاعمار وقطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرها، وهي قطاعات محجوزة سلفا للدول الغربية، وما يتم عرضه على دول العالم الجنوبي ، ما هو الا خدعة مؤقتة، وسيتم توريطها بسحب اموالها امام اغراءات اوكرانيا المفلسة اصلا والمدينة بمئات المليارات للاوربيين والاميركيين
على تلك الدول اعلان رفضها الصريح والابتعاد عن صنع عداوات مع دول مناهضة لسياسة اوربا واميركا ، سيما وان الدول الاوربية لا تبحث عن العدالة وحقوق الانسان، والا لكانت شاهدت الفظائع الاسرائيلية في قطاع غزة وترفض محاكمة مرتكبيها ، وتحاكم القضاة الذين اصدرو الحكم عليهم ، وزعمت انها ضد معاداة السامية بمنعها رفع الاعلام الفلسطينية والتظاهرات المنددة بالجرائم الاسرائيلية