قبل يوم واحد من مباحثات حاسمة، بدت العاصمة الايرانية مستعدة لتقديم تنازلات امام الغريم الاميركي خلال المفاوضات بشان الملف النووي المنوي عقدها غدا السبت في عمان
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الجمعة أن بلاده تمنح المسار الدبلوماسي خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة، عدوها اللدود، “فرصة حقيقية بحسن نية ويقظة تامة” مضيفا أن “على أمريكا أن تُقدّر هذا القرار الذي اتُّخذ رغم خطابها العدائي”.
ومن المقرر أن يجري الطرفان محادثاتهما بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الذي تدرس فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستطلق عملية لإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في الأمم المتحدة قبل انتهاء أمد الاتفاق النووي لعام 2015 في أكتوبر/ تشرين الأول.
ويشارك في المباحثات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والموفد الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وعشية المباحثات المرتقبة، كتب علي شمخاني، المستشار الحالي لخامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، على منصة إكس “وزير الخارجية الإيراني في طريقه إلى عمان بكامل الصلاحيات لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع أمريكا. بعيدا عن الاستعراض والحديث أمام الكاميرات، تحاول طهران التوصل إلى اتفاق حقيقي وعادل”.
وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلانا مفاجئا الإثنين بأن واشنطن وطهران على وشك بدء محادثات مباشرة في سلطنة عُمان السبت بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذرا من أن الجمهورية الإسلامية ستكون في “خطر كبير” إذا فشلت المحادثات.
وسبب الإعلان بعض الالتباس، إذ ذكرت إيران أن المحادثات ستكون غير مباشرة، وأن العمانيين سيلعبون دور الوسطاء.
خطر المواقع الايرانية
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤولين إيرانيين القول إن الرئيس مسعود بزشكيان ورئيسي السلطة القضائية والبرلمان أبلغوا المرشد علي خامنئي أن رفض التفاوض مع الولايات المتحدة أو فشله سيؤدي حتماً إلى تعرض موقعي نطنز وفوردو النوويين الرئيسيين لضربات عسكرية.
كما أبلغ المسؤولين الإيرانيين خامنئي أن الرد على أي هجوم عسكري سيعرّض المنطقة لخطر اندلاع حرب أوسع وهو سيناريو قد يُلحق ضررًا إضافيًا بالاقتصاد ويؤجّج الاضطرابات الداخلية.
ومضت الصحيفة إلى القول إن رسائل المسؤولين كانت واضحة ومفادها السماح بالتفاوض مع واشنطن حتى بشكل مباشر إذا لزم الأمر، لأن البديل قد يكون إسقاط النظام في طهران.