مِنْ رَمادِ العَتْمَةِ يُولَدُ الفَجْرُ،
وَمِنْ جُرْحِ الأرْضِ تَتَفَجَّرُ الوُرُودُ،
وَمِنْ أَعْمَاقِ الرُّوحِ تُطِلُّ صَرْخَةٌ
تُحَطِّمُ جِدارَ الصَّمْتِ،
وَتَفْتَحُ لِلإِنْسَانِ أَلْفَ سَماءٍ…
***
اِكْسِرْ قُيُودَكَ،
فَمَا خُلِقَ الإِنْسَانُ لِيُحَاصَرَ بِالحَدِيدِ،
بَلْ لِيُحَلِّقَ حَيْثُ لا تُدْرِكُهُ الجُدْرَانُ.
***
فَكِّرْ…
دَعِ الشَّرارَةَ تُضِيءُ لَيْلَكَ،
وَتَفْتَحُ فِي الصَّخْرِ عَيْنَ مَاءٍ،
وَتَزْرَعُ فِي قَلْبِكَ غابَةً مِنْ نُورٍ.
***
اِنْطَلِقْ…
كَالسَّهْمِ مِنْ قَوْسِ الفَجْرِ،
كَالعَاصِفَةِ تُزاحِمُ الغَيْمَ،
كَالأُغْنِيَةِ تَخْرُجُ مِنْ حَنْجَرَةِ حُرٍّ
لا يَهَابُ الصَّمْتَ.
***
وَانْتَصِرْ عَلَى ذَاتِكَ…
فَالهَزِيمَةُ تُولَدُ مِنَ الدَّاخِلِ،
وَالحُرِّيَّةُ تُزْهَرُ مِنْ شُقُوقِ الرُّوحِ.
***
هُنَا،
مِنْ نُقْطَةٍ صَغِيرَةٍ
تَبْدَأُ حَيَاةٌ وَاسِعَةٌ،
وَمِنْ وَمْضَةٍ عَابِرَةٍ
يُولَدُ اِنْتِصَارٌ أَبَدِيٌّ.
***
سِرْ…
وَلَوْ وَحِيدًا،
فَالخُطْوَةُ الأُولَى تُنْبِتُ دَرْبًا،
وَالصَّوْتُ الحُرُّ يُوقِظُ آلَافَ القُلُوبِ.
***
اِرْفَعْ رَأْسَكَ،
فَالسَّماءُ لَكَ،
وَالأرْضُ تَنْتَظِرُ أَثَرَ قَدَمَيْكَ،
وَالْمُسْتَقْبَلُ يُكْتَبُ
بِمِدَادِ إِرَادَتِكَ وَحْدَكَ.
***
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض / الأربعاء،
24/9/2025 م
