السياسي -وكالات
بعيداً عن استخدام أجهزة التصوير بالأشعة، استطاع باحثون أمريكيون رؤية أدمغة حيوانات حيّة وجميع أعضائها الداخلية، بعد غمرها بصبغة غذائية، جعلت الجلد والعضلات والأنسجة شفافة.
سيتمكن الأطباء من تشخيص الأورام العميقة عن طريق فحص أنسجة الشخص بالصبغة
وبحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، ذكر بيان صادر عن الأطباء المتخصصين من جامعة ستانفورد الأمريكية، أن تأثير الصبغة على بطن فأر جعل الكبد والأمعاء والمثانة مرئية بوضوح من خلال الجلد، كما سمح دهنها على فروة رأس الفأر برؤية الأوعية الدموية في دماغه، ثم استعاد الجلد لونه الطبيعي عندما غسل الأطباء الصبغة عن الجلد.
نتائج مذهلة لاختبار على صدر دجاج
كما أظهرت سلسلة من التجارب تحوّل صدر دجاج طازج إلى شفاف بعد غمره في محلول “تارترازين”، وهو صبغة غذائية صفراء.
تستطيع أصباغ معينة أن تجعل الضوء يمر بسهولة أكبر عبر الجلد والأنسجة الأخرى، بحيث تعمل الأصباغ على تغيير نسبة كثافة الضوء على الأنسجة التي تمتصها، فيستطيع العلماء أن يشاهدوا الأنسجة تحت الجلد، دون استخدام أي أجهزة.
وقلّلت الصبغة من نسبة الضوء داخل الأنسجة، ما سمح للضوء الأحمر الذي سلطه العلماء عليه باختراق صدر الدجاج بشكل أعمق.
أهمية الصبغة
رغم أنه لم يتم اختباره بعد على الأشخاص، يتوقع أن يتمكن الأطباء من تشخيص الأورام العميقة عن طريق فحص أنسجة الشخص بالصبغة. كما تتيح تحديد أماكن الإصابات بدلاً من الاعتماد على الخزعات، أو أخذ عينات وفحوصات إشعاعية.
ومن المرتقب أن تجعل هذه التقنية عملية سحب الدم أقل ألماً، من خلال مساعدة أخصائيي سحب الدم على تحديد موقع الأوردة تحت الجلد بسهولة.
اتجاه عكس الطبيعة
اعتبر الباحثون أن الجزء الأكثر إثارة للدهشة في هذه الدراسة، هو سيرها عكس طبيعة الأجسام، وأعطوا مثالاً على ذلك، هو خلط الحبر بالماء، حيث كلما زادت كمية الحبر في الماء كلما تراجعت نسبة الضوء وانعدمت الرؤية.
أما فيما يتعلق بصبغة “تارترازين”، فكلما زاد الأطباء الصبغة على مادة غير شفافة مثل العضلات أو الجلد، أصبح الجسم غير الشفاف أكثر وضوحاً، وهو ما يتعارض مع التحليلات العلمية المعروفة عالمياً.
وكشف الدكتور جو سونغ هونغ، أحد كبار الباحثين في المشروع أن الخطوة المقبلة ستكون من خلال حقن الأجسام الصلبة بهذه الصبغة، من خلال إبر دقيقة جداً، ليتعمقوا في معرفة ما يمكن أن توفره من اكتشافات داخل الجسم.
وأضاف: “يسعى الباحثون إلى اختبار هذه التجربة على البشر، بعد التأكد من عدم وجود أي أعراض جانبية مُضرة، لذلك لا تزال في طور التجربة على الحيوانات”.