السياسي – سلطت صحيفة “الغارديان” الضوء على الخلاف على الفائز في تحقيق صفقة وقف إطلاق النار في غزة والذي أعلن عنه في العاصمة القطرية الدوحة، فمن جهة زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن فريقه هو الذي تفاوض عليها، ومن جهة ثانية، زعم الرئيس المنتخب دونالد ترامب أنها أنجزت لأنه قادم إلى الرئاسة.
وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن المنافسة حضرت في سؤال طرحه صحافي على بايدن بعد انتهائه من إلقاء خطابه: “من تعتقد أنه يستحق الفضل في هذا سيدي الرئيس: أنت أم ترامب”. فرد بايدن “هل هذه مزحة؟”.
ويعلق التقرير بالقول إن النجاح له آباء كثر، فعندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وقفوا جميعا ونسبوا الفضل لأنفسهم، على حد قوله.
وقال بايدن في مؤتمره الصحافي إن وقف إطلاق النار “تم تطويره والتفاوض عليه من قبل فريقي وسيتم تنفيذه إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة”. وبينما أشاد بدبلوماسييه، بدت نبرته حزينة حيث استشهد قائلا: “يقول الكتاب المقدس طوبى لصانعي السلام. ساعد العديد من صانعي السلام في تحقيق هذه الصفقة”.
لكن لم يكن هناك الكثير من البحث حول سبب قبول إسرائيل الخطة التي اقترحها في أيار/مايو 2024، وهي الخطة “الدقيقة” نفسها التي ذكرها بايدن للصحافيين، أخيرا قبل أيام فقط من تنصيب ترامب. ولكن الأخير لم يفوت الفرصة للقول إن الصفقة تحققت بسبب “فوزنا التاريخي والملحمي”. ويلفت التقرير إلى أن الحقيقة تقع في الوسط.
وبحسب مسؤول كبير في إدارة بايدن، فقد أقام فريقا ترامب وبايدن شراكة غير محتملة لتأمين وقف إطلاق النار المعقد خلال فترة انتقالية اتسمت بالعداء وانعدام الثقة. ومع الإعلان عن الاتفاق يوم الأربعاء، تبادل الفريقان ملاحظات ودية، حيث أشاد مسؤولو إدارة بايدن بالشراكة بين الدبلوماسي بريت ماكغيرك ومبعوث ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف.
وفي الأيام الأخيرة من المفاوضات هذا الشهر، تمت دعوة ويتكوف، الذي لا يشغل أي منصب رسمي في الحكومة، للسفر إلى الدوحة برفقة مسؤولي إدارة بايدن المشاركين في المفاوضات. وفي لحظة استثنائية، قال المسؤول، تم إرسال ويتكوف بمفرده إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مناورة عالية المخاطر لإقناعه بقبول اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب التقرير، فقد كان اللقاء متوترا حيث قام ويتكوف بممارسة الضغوط على نتنياهو، وهو ما حدا بمسؤول بايدن للقول: “أعتقدت أنه كان فعالا”. وكعادته في المناورة، فقد تجاهل نتنياهو بايدن في أول رد فعل له على تمرير الصفقة واتصل بترامب أولا وشكره على جهوده في دفع الجهود للإفراج عن الأسرى ومساعدة إسرائيل لوقف معاناة مئات من عائلات الأسرى.
ونقلت الصحيفة عن مات دوس، نائب الرئيس التنفيذي في مركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور المستقل بيرني ساندرز، إن التفاصيل المسربة عن الاجتماع بين نتنياهو وويتكوف قد تحتوي على عناصر من “المسرح لإعطاء نتنياهو غطاء لقبول الصفقة أخيرا”، “لكنني أعتقد أيضا أن الحقيقة هي أن نتنياهو يفهم أن ترامب سيتولى منصبه. لقد أوضح أنه يريد إنهاء هذه الحرب، وترامب يعمل وفقا لحسابات مختلفة تماما عن بايدن”.
وأضاف قائلا:”أوضح بايدن دائما أنه مهما فعل نتنياهو فسيستمر في الحصول على الدعم الأمريكي غير المشروط وغير المحدود. ولا يمكن لنتنياهو أن يكون متأكدًا من ذلك مع ترامب”. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في البنتاغون قال في تصريحات سابقة إن وقف إطلاق النار “كان مدفوعا من قبل فريق ترامب وبايدن وبلينكن والإدارة بأكملها ضمنوا إرثهم كمساعدين”.
وكان الجمهوريون المؤيدون لترامب لاذعين بنفس القدر بشأن جهود بايدن لإنهاء الحرب، على الرغم من أنهم استهدفوه باعتباره متساهلا للغاية مع حماس، وفقا للتقرير.
وقال السناتور الأمريكي جون كورنين، يوم الخميس إن الصفقة كانت “مشجعة ولكن من الواضح أننا نعلم أن الرئيس بايدن لم يكن أفضل مفاوض عندما يتعلق الأمر بهذه الصفقات”. وكان ترامب قد حذر سابقا من أن “الجحيم سوف تندلع في الشرق الأوسط” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه التهديدات قد أدت إلى وقف إطلاق النار، أجاب كورنين: “أنا لا أؤمن بالمصادفات. لذلك أعتقد أن الرئيس ترامب كان له تأثير على هذه الصفقة.
وبحسب التقرير، فإنه من الواضح أن إدارة بايدن حريصة على إنهاء هذا الأمر”. لكن النقد الأكثر حدة ضد بايدن لم يأت من المسؤولين السابقين الذين استقالوا احتجاجا على سياسته المؤيدة للحرب ولكن من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، الذين قالوا إن الدعم الساحق الذي قدمته الإدارة لإسرائيل ربما أدى إلى إطالة أمد الحرب وكلف حملة هاريس أصواتا حاسمة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
وأشار البعض إلى أن وقف إطلاق النار جاء متأخرا للغاية، ولن يفعل الكثير لتلميع إرث بايدن في السياسة الخارجية. وقال داس: “لن يصدق أحد أن بايدن حقق هذه الهدنة، لا أحد” وقد “استمر في منح نتنياهو غطاء سياسيا، حتى مع تقويض نتنياهو مرارا وتكرارا احتمالية وقف إطلاق النار”.