بايدن وترامب وجهان لعملة واحدة

عصام ابو بكر
عصام أبوبكر

رأيت بالأمس المناظره التي أستمرت لمدة 90 دقيقه والتي حدثت بين بايدن رئيس امريكا الحالي والذي يبلغ من العمر 80 عاما وترامب الرئيس الامريكي السابق والذي يبلغ من العمر 78عاما والذي مازال حتي الأن لا يعترف بنتائج الانتخابات السابقه والتي فاز فيها خصمه الديمقراطي بايدن في انتخابات هي الأغرب في تاريخ الولايات المتحده الامريكيه حيث ثارت حولها كثير من علامات الاستفهام كما شابها الكثير من الشبهات وقد بدأ من البداية هيمنة ترامب علي المناظرة كما بدأ واضحا ضعف الرئيس بايدن وعدم تركيزه وتلعثمه في الكلام في أكثر من مره
وتردده مما يلقي الضوء علي حالته الصحيه وقدرته علي مواصلة فترته الرئاسيه الثانيه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسيه

لكن يبقي السؤال فيما يخص قضايانا العربيه ما الفرق بين بايدن وترامب وكلاهما يتنافس في خدمة إسرائيل ومساعدتها فرغم كم المساعدات الضخمه التي قدمها بايدن لإسرائيل والذي واجه بايدن انتقادات من قاعدته الديمقراطيه تأخذ عليه دعمه الكبير لأسرائيل اتهم ترامب خصمه بايدن بـ”عدم مساعدة إسرائيل على إنجاز المهمة في قطاع غزة كما ينبغي وقال ترامب: “هو لا يريد القيام بذلك. أصبح أشبه بفلسطيني، لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيء جدا، فلسطيني ضعيف”، وفق تعبيره

وقد أظهر أستطلاع للرأي أجرته شبكة CNN أن ثلثي الأمريكان يرون أن ترامب كان هو الأقوي في هذه المناظرة ووفق أستطلاعات الرأي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة بصفه عامه اعتقد أن من سبتبوأ عرش الولايات المتحدة الأمريكية هو دونالد ترامب فهو صاحب الحظ الاوفر كما أن إسرائيل واللوبي الصهيوني ورأس ماله سيسعى لإسقاط بايدن والذى أدي دوره كما ينبغي في حرب غزه والذي أنتهي دوره لتبدأ بعدها المرحله الأصعب حيث أن أهداف إسرائيل الحقيقية لن تتوج الا على يد ترامب
فرغم أن بايدن مؤيد كبير لإسرائيل إلا أنه يختلف في الاسلوب عن ترامب وان كان الهدف واحد فهو يريد العودة إلى إدارة الصراع، وليس إلى حله وذلك عن طريق التنسيق الأمني وبقية الالتزامات مع إسرائيل واستئناف العلاقات مع السلطة، والمساعدات للفلسطينيين كما ان هناك غموض حول ما إذا سيعود بايدن إلى سياسة باراك أوباما بخصوص المنطقه العربيه والربيع العربي وإعادة دمج الأسلام السياسي في الحكم كما أنه سيعيد الاتفاق مع إيران، وإن كان بشكل جديد، وهذا ستكون له ارتدادات كبيرة على المنطقةولكنه قد لا يتمكن من ذلك بسهولة بسبب العقليه الإسرائيلية التي ترفض ذلك في الوقت الحالي و تعتقد ان هذه المرحله قد انتهت وبالتالي انتهي معها دور بايدن أذن المرحله القادمه هي مرحلة ترامب
فترامب لا يكتفي بتأييد إسرائيل، بل يؤيد لأسباب عقائدية ودينية وسياسية اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على إقامة “إسرائيل الكبرى”، وطرح رؤيته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينيه تماما وتهجير سكانها والتي بدأت بحرب غزه وتبني خطط، مثل “الوطن البديل”للفلسطينيين عن طريق تهجيرهم وخطة “الإمارات السبع” الإسرائيلية التي تقوم على فك وإعادة السلطة وتقسيم الأماكن التي تسيطر عليها السلطه لكي تصبح سلطات عدةكما قد يشجع ترامب إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن والسودان وغيرها من الدول حتى تستكمل الحركة الصهيونية تحقيق هدفها في إقامة دولة يهودية نقية بأقلية فلسطينية مفككة مما يمنع استمرار وجود حوالي 7 مليون فلسطيني على أرض فلسطين بما يهدد إسرائيل اليهودية. كما سيدفع ترامب التطبيع إلى منتهاه، ويمضي في العقوبات والعداء ضد إيران، وقد يصل إلى شن حرب ضدها
اذن فبايدن وترامب وجهان لعمله واحده ومن الخطأ الفادح الرهان علي أي منهما ولكن الرهان الحقيقي يجب ان يكون علي الوحده العربيه والوقوف صفا واحدا خلف فلسطين وترك الخلافات والانقسامات العربيه والخروج من العباءة الامريكيه والرجوع الي الوطن العربي والي الوحده العربيه وتفعيل دور جامعة الدول العربيه ومعاهدة الدفاع العربي المشترك وإنجاز الوحدة والفعالية والمبادرة والمثابرة العربيه العربيه بعيدًا عن الانتظارية القاتلة لأي من الغريمين
الموحدين لخدمة اسرائيل هو المسار الفعال وهذا يتطلب الاعتماد على الذات بما يدفع الوضع الفلسطيني نحو استعادة زخم القضية الفلسطينية، من خلال إستراتيجية تعمل على إعادة الاعتبار للمشروع الوطني، والكيان الوطني الجامع وتصاعد المقاومة الفلسطينيه والمقاطعة العربيه مما قد يصبو نحو اندلاع انتفاضة ثالثة أكثر عمقًا واتساعًا وتنظيمًا وواقعية وقدرة على تحقيق أهدافها، من دون خضوع أو مغامرة، بحيث ستُفرض فلسطين على أي من يكن من ساكني البيت الأبيض بحيث يجد سدًا منيعًا قادرًا على إحباط مخططاته ورؤيته لانهاء القضيه الفلسطينيه ودفعها الي الموت فعلا سواء عبر الضم الزاحف والفعلي أو عبر الضم القانوني رغم أنها مازالت حيه

شاهد أيضاً