بايدن يعلق على غمر أنفاق حماس

 رفض الرئيس الأميركي جو بايدن الرد بشكل مباشر على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل تضخ مياه البحر في شبكة أنفاق حماس في غزة، في إشارة فقط إلى التأكيدات على عدم وجود رهائن في المناطق المستهدفة، وهو ما يوحي بأنه بات مترددا في دعمه تل أبيب في هذا الإجراء، كما فعل مع حملات القصف الإسرائيلية على القطاع خلال الشهرين الماضيين.

وبعدما أظهرت إسرائيل خلال الأيام الماضية نية لإغراق أنفاق حركة حماس في غزة، يبدو أنها بدأت بمرحلة التنفيذ.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، والتي ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن هذا التكتيك كان قيد “الدراسة”، عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم أن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرا ضخ مياه البحر في شبكة أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة في عملية ستستغرق على الأرجح أسابيع.

وجاءت الخطوة كجزء من جهد مكثف لتدمير البنية التحتية تحت الأرض التي تدعم الحركة وعناصرها، وفقا للصحيفة.

كما أضاف المسؤولون أن خطوة إغراق الأنفاق بالمياه من البحر الأبيض المتوسط، والتي لا تزال في مرحلة مبكرة، هي مجرد واحدة من عدة تقنيات تستخدمها إسرائيل لمحاولة تدمير “المترو” الذي بات معروفاً.

وأوضحوا أن إسرائيل أضافت مضختين أخريين، إلى المضخات الخمس التي تم تركيبها الشهر الماضي، وأجرت بعض الاختبارات الأولية.

ولفتوا إلى أن فائدة استخدام مياه البحر في متاهة واسعة تحت الأرض تمتد لحوالي 300 ميل (نحو 482 كيلومترا) وتتضمن أبوابا سميكة لا تزال قيد التقييم من قبل الإسرائيليين.

ونشرت شبكة إيه.بي.سي نيوز في وقت لاحق تقريرا مشابها، وقالت إن الغمر يبدو محدودا، إذ تعكف إسرائيل على تقييم فاعلية الاستراتيجية.

وتطهير الأنفاق جزء مهم من الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في قطاع غزة ردا على الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وتمتد الأنفاق مئات الكيلومترات تحت غزة ويجنح الجيش إلى استخدام الروبوتات وغيرها من وسائل التكنولوجيا المتقدمة التي تعمل عن بعد في محاولات استكشافها وتدميرها.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الأسبوع الماضي إن غمر الأنفاق “فكرة جيدة، لكنني لن أعلق على تفاصيلها”.

ورفض متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي التعليق على هذا التطور، قائلا إن عمليات الأنفاق سرية، كما لم تشر تل أبيب إلى مصير الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس مع بدء عملية الإغراق.

وردا على سؤال حول التقارير خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، قال بايدن “فيما يتعلق بغمر الأنفاق… حسنا. هناك تأكيدات بأنه… لا يوجد رهائن في أي من هذه الأنفاق. لكنني لا أعرف ذلك على وجه اليقين”.

وأضاف “لكنني أعلم أن كل مقتل مدني هو مأساة مطلقة، وقد أعلنت إسرائيل عن نيتها، كما قلت، أن تنفذ أقوالها… بالأفعال”.

وأوضحت الصحيفة أن بعض مسؤولي إدارة بايدن يقولون إن العملية قد تساعد في تدمير الأنفاق التي تعتقد إسرائيل أن الحركة المسلحة تخفي رهائن ومقاتلين وذخائر بداخلها.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين آخرين أبدوا مخاوفهم من أن مياه البحر قد تعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر.

وكانت القوات الإسرائيلية استعدت الأسبوع الماضي، لإغراق متاهة الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس تحت قطاع غزة بمياه البحر.

وأكملت تل أبيب تركيب ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد نحو ميل شمال مخيم الشاطئ للاجئين، والتي يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة، ما يعني أنها يمكن أن تغمر شبكة الأنفاق التي يبلغ طولها 300 ميل في غضون أسابيع، في خطة غايتها طرد مقاتلي حماس من الأنفاق وجعلها غير صالحة للعمل عن طريق إغراق النظام بمياه البحر الأبيض المتوسط.

وغمر الأنفاق بالمياه خطة سبق أن طبقتها القاهرة بعد الإطاحة بنظام الإخوان ضمن جهود كبح تهريب الأسلحة على الجانب المصري من الحدود مع غزة في خضم اتهامات للحركة الفلسطينية بالارتباط بجماعة الإخوان.