بحضور رامي مخلوف – مؤتمر في تل ابيب لمناقشة مستقبل الأقليات

السياسي – كشفت مصادر سياسية “علوية” في الخارج، أن “مؤتمر الأقليات” الذي تستضيفه إسرائيل في 27 تشرين الأول/ أكتوبر القادم، سيشهد أول تواصل مباشر بين العلويين السوريين ومسؤولين إسرائيليين.

وقالت المصادر إن اللقاء المرتقب يعد تحولا جذريا للعلاقة بين أبناء الطائفة التي حكم الأسدان سوريا باسمها لأكثر من 54 عاما، وإسرائيل التي أعلنا العداء لها منذ تسلم الأسد الأب الحكم في عام 1970 وحتى سقوط الأسد الابن في 8 ديسمبر 2024.

-“مستقبل الأقليات”
وسيُعقد المؤتمر تحت عنوان “مستقبل الأقليات في سوريا والعراق”، وسيركز على مستقبل المسيحيين والدروز والعلويين والآشوريين في سوريا والعراق، وفقا لبيان الإعلان عنه الذي نشره الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين على معرّفاته في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت المصادر ، أن بعض أعضاء “المجلس السياسي لغرب ووسط سوريا”، الذي تم تشكيله مؤخرا كممثل للعلويين والأقليات الأخرى في الساحل السوري وحمص وغرب حماة، سيكونون ضمن المشاركين في مؤتمر الأقليات ضمن المئات من المدعوين. بالإضافة إلى شخصيات علوية أخرى مستقلة وتعيش في الخارج.

ورجحت مشاركة رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في المؤتمر، مشيرةً إلى أن مخلوف سبق أن التقى مسؤولين إسرائيليين في محاولة للحصول على دعم لجهوده بالعودة إلى الساحل السوري، في ظل السعي لفيدرالية أو حكم ذاتي للإقليم ذي الغالبية العلوية.

الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين، الباحث في مركز بيغين السادات للدراسات والابحاث الاستراتيجية، الذي يقود جهودا “منسقة” لاستقطاب ودعم الأقليات في سوريا، كان أعلن قبل أيام عن المؤتمر، وطلب من الراغبين المشاركة في المؤتمر “عبر السفر إلى إسرائيل، وليس عبر الزوم”، التواصل معه للتنسيق.

وقال إن المؤتمر سيناقش “مستقبل الأقليات في سوريا والعراق وكيفية محاسبة مجرمي الحرب في السلطة السورية، وتقديم شكاوى حول الانتهاكات بحق الأقليات إلى المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة”.

وأوضح كوهين، أن المؤتمر الذي يقوم بالإعداد له مع المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، الدرزي مندي الصفدي، سيشهد مشاركة لسياسيين ونواب ومسؤولين في الخارجية الإسرائيلية.

-دعوة لعلويي لواء إسكندرون
الصحفي الإسرائيلي من أصول لبنانية، بعث برسالة إلى من أسماهم “أهلنا العلويين في لواء إسكندرون وتركيا”، تمنى فيها مشاركة قوية وفعالة، وخاصة من ممثلي العلويين في لواء إسكندرون وتركيا، وكذلك العلويين في قرية الغجر (التي تحتلها إسرائيل) لعرض مطلب إقامة إقليم للعلويين في الساحل السوري ونيل دعم إسرائيلي.

وقال كوهين مخاطبا علويي تركيا: “إذا كان هناك صعوبة وإحراج واتهامات بالتطبيع والخيانة للعلويين السوريين؛ بسبب زيارة إسرائيل بشكل علني، والمشاركة في مؤتمر تل أبيب، فإن تركيا لديها علاقات وتبادل سفارات مع إسرائيل، وزيارات علنية من أردوغان، أول رئيس مسلم يزور قبر هيريتزل مؤسس الصهيونية، وكذلك وزراء وحكومة العدالة والتنمية الذين يزورون إسرائيل ويلتقون المسؤولين الإسرائيليين بشكل علني”، كما قال.

ولذلك؛ يتابع كوهين: “أهلنا العلويين في لواء إسكندرون، الذين يحملون الجنسية التركية، لا يوجد في تركيا أي عائق أو مانع قانوني أو أخلاقي يمنع المشاركة في المؤتمر وزيارة إسرائيل، طالما أن الأكثرية المسلمة السنية في تركيا لديها علاقات علنية وسفارة في إسرائيل”، مطالبا إياهم بالمشاركة في المؤتمر و”فتح علاقات مع إسرائيل اليهودية، وتقوية العلاقات معها لدعم إقامة إقليم الساحل السوري للعلويين”، حسب تعبيره.

وتمنى كوهين بشكل خاص على “الشيخ سليم نارلي”، وهو أحد كبار المشايخ العلويين في تركيا، أن يكون ممثل العلويين في المؤتمر “لأنه أهل للثقة”، على حد وصفه.

-إسرائيل “الحامية”
تشير تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال ملف الأقليات في سوريا، بما في ذلك العلويين والدروز، كأداة سياسية لتقويض الدولة السورية وتثبيت نفسها كطرف فاعل في الصراع الإقليمي.

وبينما تهدف استراتيجية إسرائيل بشكل عام إلى زعزعة استقرار دمشق، لوحظت محاولات فتح تل أبيب قنوات دعم، سواء سياسيا أو عسكريا أو إعلاميا، لبعض المكونات السورية، مثل محاولاتها لتقديم دعم غير مباشر أو إنساني للعلويين، لكنه تطور إلى تدخل مباشر لصالح الدروز خلال الهجوم الذي شنته القوات الحكومية والفصائل والعشائر المتحالفة معها على السويداء، حتى أصبحت إسرائيل فاعلا أساسيا في ملف السويداء والجنوب السوري بشكل عام.

ويتكرر هذا الموقف، وإن بشكل أقل وضوحا، في الدعم الإعلامي الإسرائيلي لمطالب العلويين بالفيدرالية والحكم الذاتي، حيث تشير تقارير إلى وجود مناشدات من بعض أفراد الطائفة العلوية لإسرائيل لطلب المساعدة والحماية من الاضطهاد، وتستجيب لذلك من خلال تقارير إعلامية ومقترحات لدعمهم بشكل سري.