بحكم قضائي..إعادة 91 مقطوعة موسيقية إلى عمر خيرت

السياسي -24- وكالات

أعلنت الشركة المسؤولة عن الوكالة الفنية للموسيقار الكبير عمر خيرت عن صدور حكم قضائي نهائي من محكمة القاهرة الاقتصادية، يقضي بإعادة حقوق الاستغلال المالي لـ91 مقطوعة موسيقية من أعمال الموسيقار الشهير إلى حوزته، بعد معركة قانونية استمرت لفترة ليست بالقصيرة ضد واحدة من كبرى شركات الإنتاج الفني في مصر.

وتعد القطع الموسيقية التي شملها الحكم من أشهر مؤلفات عمر خيرت، والتي شكلت على مدار عقود خلفية موسيقية لأعمال درامية وسينمائية لا تُنسى، ومن أبرزها: “قضية عم أحمد”، “ليلة القبض على فاطمة”، “100 سنة سينما”، “ضمير أبلة حكمت”، “البخيل وأنا”، “صابر يا عم صابر”، و”الإرهابي”.

وفي أول تعليق رسمي على الحكم، صرّح رئيس مجلس إدارة الشركة المسؤولة عن أعمال الموسيقار عمر خيرت قائلاً: “نعتز بدورنا في حماية تراث الموسيقار عمر خيرت، ونعمل بكل جدية للحفاظ على حقوقه وتقديم أعماله بالشكل اللائق بقيمته الفنية.. والحكم الأخير يُعد تأكيداً على أن الفن الأصيل لا يُمكن مصادرته، وأن حقوق الفنانين مصونة بقوة القانون”.

مسيرة عمر خيرت

ولد عمر خيرت عام 1947 في حي السيدة زينب بالقاهرة، في أسرة تنتمي للبيئة الثقافية والفنية، حيث بدأ عشقه للموسيقى مبكراً، ودرس في معهد الكونسرفتوار وكان ضمن دفعته الأولى، ثم انتقل إلى كلية ترينتي للموسيقى في لندن، حيث صقل موهبته ودرس التأليف الموسيقي بشكل احترافي.

وعُرف خيرت بأسلوبه الموسيقي المتفرّد الذي يجمع بين الأصالة الشرقية والعمق الغربي في بناء الجمل الموسيقية، مما جعله واحداً من أبرز مؤلفي الموسيقى التصويرية في العالم العربي.

وكان للموسيقار عمر خيرت الريادة في إعادة توزيع مجموعة من ألحان الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، حيث أعاد تقديمها برؤية موسيقية معاصرة، ومن أبرز تلك الأعمال: “أنت عمري” و”إمتى الزمان يسمح يا جميل”، إذ منحها روحاً جديدة دون أن يُفقدها أصالتها.

كما تميّز بإسهامه البارز في تأليف الموسيقى التصويرية ومقدمات المسلسلات المصرية، حيث ابتكر أسلوباً فريداً يجمع بين الطابع الأوركسترالي الغربي والهوية الموسيقية الشرقية، فكان يستخدم آلات غربية مثل البيانو، الأكسليفون، الكلارينيت، الأبوا، والساكسفون، إلى جانب آلات شرقية أصيلة كـالعود، القانون، الكمان، والأكورديون الشرقي، ليخلق توليفة صوتية تنبض بالعاطفة وتعكس عمق المشهد الدرامي.

ومن أبرز أعماله التي لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور: “قضية عم أحمد”، “البخيل وأنا”، “ضمير أبلة حكمت”، “غوايش”، و”ليلة القبض على فاطمة”، وهي مقطوعات لا تُذكر إلا مقرونة باسم عمر خيرت كعلامة موسيقية خالدة.

شخصية العام الثقافية لعام 2023

وتأكيداً لمكانته، مُنح الموسيقار عمر خيرت لقب “شخصية العام الثقافية” من جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب في دورتها السابعة عشرة لعام 2023، وهو اللقب الذي يُمنح سنوياً لشخصيات أسهمت في إثراء المشهد الثقافي العربي والعالمي.