يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله أصبحت أمر لا مفر منه، وبدأ العد التنازلي لانطلاق هذه الحرب بين الطرفين بعد التصعيد المستمر بينهما طيلة الشهور الماضية.
وذكرت صحيفة “جورزاليم بوست” أنه منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل، هاجم حزب الله إسرائيل كل يوم، وما زال يفعل ذلك كل يوم منذ ذلك الحين. حيث أطلق أكثر من 5000 صاروخ وقذائف مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات باتجاه الحدود الشمالية، مما أجبر 60 ألف إسرائيلي في الشمال على ترك منازلهم وتحويلهم إلى نازحين في بلدهم دون تاريخ محدد لإنهاء هذا الصراع.
ووفقاً لمسؤولين كبار في إسرائيل، فقد بدأ العد التنازلي لحرب محتملة مع حزب الله، وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه لم يعد أمامهم أي خيار آخر.
ولعدة أشهر، طلب المسؤولون الإسرائيليون من حزب الله التراجع، وإلا فسوف يضطر إلى إجبارهم على الحرب، وبدلاً من حل هذه القضايا دبلوماسياً والسماح للإسرائيليين النازحين بالعودة إلى ديارهم، قام حزب الله بتكثيف هجماته، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله المدعوم من إيران يشكل تهديدات كبيرة لإسرائيل، حيث نشر الحزب مقاطع فيديو يدعي فيها أنها لقطات لطائرة بدون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلي ووثقت العديد من المناطق الحساسة، بما في ذلك ميناء حيفا، والقوات البحرية الإسرائيلية، وما يدعي حزب الله أنها مواقع عسكرية استراتيجية عبر الحدود الشمالية. وتضمنت اللقطات منازل المدنيين بالإضافة إلى مواقع أنظمة القبة الحديدية وهو ما يثير القلق.
وأكدت الصحيفة أن رسالة حزب الله واضحة وهي إنهم يحاولون تخويف الإسرائيليين من خلال إظهار أنهم على دراية بالمناطق التي سيستهدفونها في إسرائيل، وهو مثال واضح للحرب النفسية على إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه سيتم تدمير حزب الله في حالة نشوب “حرب شاملة”، مؤكدة أن الكثير في البلاد وخارجه يشعر بالقلق من تداعيات الحرب الشاملة في لبنان.
وكان وزير الدفاع يوآف غالانت مستعداً لمهاجمة حزب الله في 11 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أيام فقط من هجوم حماس، ولكن تم إلغاء الضربة في اللحظة الأخيرة في اجتماع مجلس الوزراء الحربي.
وعارض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت توجيه ضربة استباقية، قائلاً إن مثل هذا الهجوم سيكون بمثابة “خطأ استراتيجي” ومن المرجح أن يؤدي إلى حرب إقليمية.
وقالت الصحيفة “قوبل انتهاك القانون الدولي وجرائم الحرب التي ارتكبها حزب الله بالصمت المطلق، لقد التزمت جماعات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية وزعماء العالم الصمت في أغلب الأحيان بشأن تصرفات حزب الله، ويبدو أن أولئك الذين يسارعون عادة إلى إدانة إسرائيل وتشويه صورتها ليس لديهم مصلحة في منع حرب في المنطقة من خلال الدبلوماسية من خلال إدانة عدوان حزب الله”.
🚨BREAKING : The Taliban pledged to send 1000s of soldiers to fight alongside Hezbollah in the upcoming war against Israel. The Taliban says they have billions worth of US weapons that Biden left behind in Afghanistan. pic.twitter.com/JVYk4TA11f
— GoClips (@GoreClipps) June 22, 2024
وبحسب الصحيفة :أعلن حزب الله الحرب على إسرائيل في اللحظة التي قرر فيها الدفاع عن حماس في قطاع غزة بإطلاق النار على إسرائيل والعمل كرادع للحملة العسكرية الإسرائيلية. ورغم أن إسرائيل لم تكن مستعدة لهجوم مثل الذي شنته حماس في الجنوب في السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، فإنها كانت تعلم دائماً أن حزب الله كان مستعداً ويخطط لارتكاب نفس المستوى من الفظائع، بما في ذلك اختطاف الرهائن واحتلال البلدات والقرى الإسرائيلية”.
ويمكن لحزب الله ضرب مناطق خارج المناطق التي تم إخلاؤها في إسرائيل وتجاوز الحدود الشمالية إلى المدن الكبرى المركزية، وهذا ليس بالأمر الذي يمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي وتنتظره، ومن حق إسرائيل أن تدافع عن حدودها وأن تمنع تكرار حادث 7 أكتوبر(تشرين الأول) في المستقبل، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة “لا يريد الإسرائيليون بأي حال من الأحوال حرباً مع حزب الله. وستكون عواقب ذلك مدمرة تماماً لأمتنا اليهودية الصغيرة”.
ويوضح الخبراء أن معظم قدرات حزب الله الصاروخية قصيرة المدى، مما يعني أن الحدود الشمالية بأكملها ومنازل المزارعين الذين عاشوا في الشمال لسنوات ستدمر بالكامل”.
كما سيتم استهداف المدن الكبرى مثل حيفا وتل أبيب ونيران حزب الله، مما سيتسبب في تدمير المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان، وإن الحرب مع حزب الله تعني أننا سنضطر إلى البقاء في المخابئ، وربما معزولين عن بقية العالم، لتجنب الفوضى والدمار الذي قد ينجم عن هجمات حزب الله”.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن “إسرائيل ستفعل ما يجب عليها فعله، بدعم دولي أو بدونه. ومع ذلك، فإن الكرة في ملعب حزب الله، ويتحمل المجتمع الدولي مسؤولية الضغط على وكيل إيران في لبنان لوقف هجماته والاستجابة لتحذير بايدن عندما قال: “لا تفعلوا ذلك”.يبدو أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله أصبحت أمر لا مفر منه، وبدأ العد التنازلي لانطلاق هذه الحرب بين الطرفين بعد التصعيد المستمر بينهما طيلة الشهور الماضية.