بربرية بملامح ترامبية

د.صالح الشقباوي

يبدو ان ترامب، لا يشعر بقيمة وطنه الحقيقي، لانه لم يعش فيه، فقد هاجر الى امريكا من المانيا، وسكن امريكا تاركا وطنه مباحا للتفكيك واللامعنى، لذا فهو كانسان ماركوز(حيوان معترف)،حيث تنتهي السلطة عنده الى فن صناعة الاوطان، التي في النهايات تقف ضد ذاتها. لانها تحول الوطن الى موضوع للمعرفة ، وبالتالي يتحول الى سلعة تباع وتشترى .وتفقد قيمتها الوجدانية
والرمزية ، بعد ان تسلب من قصديتها القيمية..وبذلك يكون ترامب قد ساهم في ايصال الغزاوي الى عكس ما كان ينشده، من عودة واعادة بناء وترميم وطنة،الى لجوء ومغادرة ونزوح جديد.، وهذا يجعلني اؤكد ان الوطن لا قيمة معنوية له في العقل الترامبي، الذي انتج انظمة شمولية، دكتاتورية، مثلت اقصى درجات التطرف، والجهل السياسي، مما يؤهلها لان تتحول الى مصانع انتاج اشكال مختلفة من الارهاب..فالحرب عامل هدم وشر تام، وحدث سلبي مطلق، لا ينتج الا ما هومدمر ،
وانا هنا ابرز التشاؤم في سياقاتي الفلسفية، لان التفاؤل هنا يشكل اغتراب كامل عن الحقيقة المأساوية المعاشة في غزة بعد ان بلغت مرحلة التحطيم المادي ذروتها.وهذا ما يرفضه ديالكتيك الانسانية والتها العظيمة ( العقل).
فترامب يجهل حقيقة العلاقة الروحية التي تربط الفلسطيني بوطنة وتاريخه، لانه يتكأ في نظرته ع الوعي التكنوقراطي الذي اختزل الوطن وجعله مجرد آلة مستلبة الابعاد خالية من الروح والقيم والحيوية
فالوطن عنده سلعة يباع ويشترى في اسواق العقل الترامبي الرأسمالي المليئ بالقصديات الفينومنولوجية..انه التعبير الاصيل عن الواقع الاجتماعي الممزق

ختاما اقول ان ترامب صاحب عقل اداتي
مشبع بدوافع توراتية وآمال تلمودية، انه ابن مجتمع الاغتراب مسيطر ع كنهه..مجتمع قائم ع الشمولية والعقلانية التقنية، التي تتباها بسيطرتها ع الطبيعة، وتشئ الانسان، فيه تنامى العقل الاداتي صاحب التفكير ذو البعد الواحد، الذي كمكم افواه الواقع، واسكته، واخضع جميع الظواهر والوقائع للقوانين البرغماتية التي تؤدي وظيفة انسان ماركوز وقواعدها القياسية.
لذا اقول ان تحليل موقف ترامب هنا هو تحليل لا يبتعد عن مسألة الانتلجنسيا الفاشية.

تابعنا عبر: