بريطانية تصنع ثروة من دموعها.. كيف تفعل ذلك؟

السياسي -متابعات

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا بتفاصيل قصة سيدة بريطانية اختارت طريقاً غير مألوف لكسب المال، إذ تعمل كـ”مُعزّية محترفة” مقابل 60 دولاراً في الساعة، وهو ما يعادل نحو 45 جنيهاً إسترلينياً.

وأصبحت السيدة حديث الإعلام بعد كشفها عن عملها في حضور الجنازات بدور شخصيات مختلفة، فتارة تدّعي أنها صديقة قديمة للمتوفى، وأحياناً تقدم نفسها كقريبة بعيدة لم يلتقِ بها الحاضرون من قبل، ولجعل روايتها مقنعة، تجهّز دائماً قصة خلفية تُبرّر سبب غيابها عن حياة الفقيد في سنوات سابقة.

ولا تقتصر المهمة على الظهور في العزاء، بل تشمل أداءً تمثيلياً يتطلب بكاءً حقيقياً أمام الحضور، وتكشف السيدة أنها تعتمد على مشاهد حزينة من الأفلام أو على أغنيات مؤثرة لتستحضر الدموع عند الحاجة، هذه القدرة جعلتها تكسب ثقة بعض العائلات التي استعانت بخدماتها أكثر من مرة.

وأثارت قصتها موجة كبيرة من الجدل بين من وصفوا عملها بأنه ابتكار ذكي وفرصة لمساعدة العائلات في إظهار مشهد حزن لائق، وبين من اعتبروا الفكرة مثيرة للريبة وغير أخلاقية.

وبعيداً عن الانتقادات، تؤكد السيدة أنها لا ترى في عملها خداعاً بقدر ما تعتبره خدمة مطلوبة، خاصة أن هذه المهنة موجودة منذ آلاف السنين وليست بدعة جديدة.

ورغم أن تجربة السيدة البريطانية بدت غريبة لكثيرين، فإن عمل “المُعزين المحترفين” ليس جديداً تماماً، فقد عرف التاريخ نساءً متخصصات في النواح والبكاء في المآتم، وكانت العائلات تستعين بهن لإظهار الحزن والوفاء للراحلين.

وتعود جذور مهنة المعزين إلى أكثر من ألفي عام، حيث وُجدت في الصين القديمة وفي مصر الفرعونية عبر ما عُرف حينها بـ”الندّابات”، ومع مرور الوقت، أعيد إحياؤها في دول آسيوية عدة قبل أن تنتقل تدريجياً إلى الغرب، لتسجل حضوراً ملحوظاً اليوم داخل بريطانيا.