بزشكيان وجليلي – من يخطف مقعد الرئاسة الإيرانية

السياسي – يدلي الإيرانيون الجمعة بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي يشتعل فيها التنافس بين المرشح المعتدل مسعود بزشكيان، ومنافسه سعيد جليلي، من غلاة المحافظين، بعد فشلهما في تجاوز نسبة 50 بالمئة المطلوبة لحسم النتيجة من الجولة الأولى.

وحصل بزشكيان في الجولة الأولى على أكثر من 10 ملايين صوت، مقابل حصول جليلي على ما يزيد على 9 ملايين صوت.

فترة الصمت الانتخابي

وفيما تسود حالة من الترقب انتظارا للمعركة الانتخابية، دخلت إيران، صباح الخميس، فترة الصمت الانتخابي قبل 24 ساعة من بدء عملية الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية. ووفق تقرير نشرته «أسوشيتد برس»، سيواجه بزشكيان المفاوض النووي المتشدد السابق سعيد جليلي في انتخابات الجمعة، وربما يتمتع جليلي بالفعل بأفضلية، حيث حث رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أنصاره على دعمه بعد خروج متشدد آخر من الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.

وتحالف بزشكيان مع شخصيات معتدلة وإصلاحية أخرى خلال حملته لخلافة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

ماذا تقول استطلاعات الرأي؟

وفي تحليل أجرته شركة المخاطر الجيوسياسية «أوراسيا جروب» يوم الثلاثاء، قالت: «بغض النظر عمن سيفوز في الجولة الثانية، فمن الواضح أن غالبية الإيرانيين ليس لديهم ثقة كبيرة في النظام الحاكم، ويعتبرون الانتخابات شأناً زائفاً ومن غير المرجح أن يشاركوا حتى عندما يكون هناك إصلاحي ظاهري على ورقة الاقتراع».

ويغوص تقرير لسي إن إن، في تفاصيل متعلقة بكلا المرشحين، يلقي الضوء على كون بزشكيان وجليلي ينتميان إلى طرفي نقيض من الطيف السياسي الإيراني. وكل مرشح قد يقود إيران بطريقة مختلفة تماماً في وقت تتصارع فيه البلاد مع مشاكل محلية ودولية حساسة، بما في ذلك الاقتصاد المتدهور، وحركة الشباب المضطربة، والتوترات المتصاعدة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وأُجريت الانتخابات المبكرة بعد مقتل رئيسي في حادث تحطم مروحية في 19 مايو/أيار في منطقة نائية شمال غرب البلاد، إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين.

تحولات حاسمة

ونقلت سي إن إن عن محللين إن تحولات حاسمة ربما تحدث بين الناخبين قبل الجولة الثانية، ويبدو أن بعض المحافظين بما في ذلك أولئك الذين دعموا في الجولة الأولى المتشدد محمد باقر قاليباف يحولون دعمهم إلى الإصلاحي بزشكيان على حساب خصمه المحافظ جليلي.

ويلفت تقرير سي إن إن إلى وجود انقسام بين المحافظين، والبعض منهم يعتقد أنه من الضروري التحول بعيداً عن بعض السياسات المتشددة التي تبناها الرئيس الراحل رئيسي، والتي من المرجح أن يستمر جليلي في اتباعها.

ومن بين هؤلاء المحافظين سردار محسن رشيد، أحد مؤسسي الحرس الثوري الإيراني وعضو بارز فيه. وأعلن رشيد دعمه لبزشكيان يوم الاثنين ودعا الناس إلى الدفاع عنه ضد “الهجمات الجبانة”، وفقا لموقع “خبر أونلاين” الإخباري الإيراني المحافظ.

حرب كلامية بين المرشحين

وفي مناظرة استمرت أكثر من ساعتين على شاشة التلفزيون العام، انتقد المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان منافسه سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق المتشدد، بزعم افتقاره إلى الخبرة. ورد جليلي بأن بزشكيان ليس لديه خطط لإدارة البلاد، وأن رئاسته ستدفع البلاد إلى «وضعية متخلفة».

وأظهر إحصاء سابق لوزارة الداخلية الإيرانية أن نسبة مشاركة الناخبين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بلغت نحو 40 بالمئة، وهو أدنى مستوى مسجل منذ ثورة 1979.

وعلى إثر الإقبال الضعيف في الجولة الأولى من الانتخابات، دعا الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي المواطنين إلى الإقبال بقوة على التصويت. وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية أن خامنئي قال إن نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات كانت “أقل من المتوقع”.

وتجري الانتخابات لاختيار رئيس جديد بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو أيار. وأعلنت وزارة الداخلية عن جولة إعادة للانتخابات في اليوم التالي لنهاية التصويت في الجولة الأولى، ومن المرجح أن يعلن المسؤولون النتائج الأولية على الأقل بحلول يوم السبت.

شاهد أيضاً