السياسي -وكالات
“بسطات الحلوى”… ظاهرة جديدة تتجدد سنوياً في شوارع بيروت على مشارف عيد الفطر، ويزداد عليها الإقبال بين اللبنانيين من ذوي الدخل المحدود، في ظل تواصل الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ أواخر عام 2019.
ومع ضعف الرقابة من قبل الجهات الحكومية على محلات الحلويات في العاصمة، لجأ بعض الباعة إلى نصب بسطات لبيع الحلوى والسكاكر بسعر يقارب نصف قيمة المعروض منها في المحلات التجارية.
ويبدو أن عدسات الصحافة كانت تشكل مصدر خوف وارتياب للكثير من هؤلاء الباعة، حيث رفض الكثيرون منهم تصويرهم أو ذكر أسمائهم خلال لقائهم ضمن جولة ميدانية لموقع 24 لاستطلاع أجواء تحضيرات عيد الفطر عند اللبنانيين.
مصدر دخل إضافي
وفي مقابلة مع صاحب أحدى البسطات على تقاطع منطقة النويري – البربير والذي رفض الكشف عن اسمه أو صورته، ذكر أنه استلف السكاكر من صديق مقرب يمتلك محمصة واتفق معه على دفع ثمنها بعد انتهاء العيد.
وأشار إلى أنه يحاول تأمين مدخول إضافي لعائلته المكونة من 5 أطفال، خاصة مع المصاريف الجديدة خلال موسم العيد من شراء ملابس ونزهات لترفيه أبنائه كي يشعرون ببهجة العيد.
من بائع خضار إلى بائع سكاكر
أما م. ح (65 عاماً) فتحول من بائع خضار إلى بائع حلوى على عربة عند تقاطع شارع مستشفى المقاصد بمحلة كورنيش المزرعة البيروتية، وبرر أنه “يحاول أن يسترزق” خلال موسم الأعياد بتأمين ربح إضافي بعدما كان يبيع على عربته في رمضان مجموعة متنوعة من الخضروات.
وذكر أنه أمّن البضاعة السكاكر من أحد تجار الجملة الذي سهل عيه دفع قيمة البضاعه بالتقسيط على أربع دفعات.
وأكد أنه تفاجأ بالإقبال، فقرر إدخال إنواع جديدة من السكريات، وبعدما كان يقدم الشوكولا، أضاف الملبس، وحتى حلوى “المارشملو”، بسعر زهيد.
حلوى الفقير في العيد
ولم يختلف المشهد في منطقة النويري، حيث فرد المواطن اللبناني ت. ع (46 عاماً) بسطة على قارعة الطريق، واضعاً أصنافاً متنوعة من الشوكولا والبيتي فور التي يحميها من الغبار بورق النايلون.
ورداً على سؤال حول سلامة هذه الحلوى، رد في حديث لموقع 24 بالقول: “اللبنانيون أصبحوا بمناعة قوية في غياب الرقابة عن معظم مطابخ المطاعم ومحلات الحلويات، فلا أتوقع أن تؤذيهم سكاكر أو شوكولاتة”ذابت تحت حرارة الشمس”.
حلوى لإسعاد أبنائها في العيد
وكانت سميرة محسن (أم لأربعة أبناء) من أحد الزبائن الذين كانوا يشترون تشكيلة من الحلويات من إحدى هذه البسطات.
وقالت لموقع 24: “أرخص كيلو شوكولاتة في المحلات العادية، يتجاوز سعره 17 دولاراً، ما يعني 13 مليون ليرة لبنانية، وراتب زوجي لا يزيد عن 18 مليون ليرة”.
كتاب إلى حماية المستهلك
هذه الظاهرة لفتت بعض المعنيين منذ العشر الأواخر من شهر رمضان من بينهم المحللة والخبيرة الاقتصادية سلام الحاج حسن.
وكشفت حسن لموقع 24 أنها حررت كتاباً إلى مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد لتتحرك سريعاً قبل التسبب بحالات كثيرة من التسمم، خصوصاً أن البضاعة منتشرة تحت الشمس وفي أجواء عير صحية كلياً.
وأوضحت أن إرسال الكتاب تم بالفعل، ولكن عن طريق البريد الإلكتروني، كون المصلحة في حالة إضراب كباقي إدارات الرسمية في لبنان منذ فترة طويلة، ولا تفتح أبوابها إلا في أيام معينة ولساعات قليلة، بينما المخالفات كثيرة جداً.